لم يعد الحجاب لباسا خاصا بالمسلمات المتدينات فحسب، بل أصبح جزءا من هوية المرأة، وأكثر من ذلك – فقد أصبح جزءا من الموضة بكل معنى الكلمة. إذا خلعت في بداية القرن العشرين السيدة هدى شعرواي، النسوية المشهورة في العالَم العربي، البرقع في محطة قطار مليئة بالأشخاص رمزا لتحرر المرأة، فهناك اليوم نساء مسلمات نسويات يرتدين الحجاب بناء على رغبتهن، حتى وإن لم يحافظن على الوصايا الدينية أبدا.
ولكن إضافة إلى أن النساء يخترن ارتداء الحجاب لنقل رسالة نسوية وتحديد هويتهن مجددا، فقد أصبح الحجاب جزءا من الموضة. في “أسبوع الموضة المتواضعة”، الأول الذي أقيم في لندن، في الأسبوع الماضي، صعدت عارضات أزياء جميلات وهن يرتدين الحجاب الواحدة تلو الأخرى على منصة عرض الأزياء. أطلقت مجلة الأزياء الرائدة في العالم، “فوغ” نسخة عربية. وكذلك أطلقت الماركة المرموقة دولتشي آند غابانا حجابا وعباية مصممين، وأطلقت شركة “نايكي” الرياضية للمرة الأولى حجابا خاصا بالرياضيات، يعتبر ذا تأثيرا إيجابيا بشكل خاص في نمط حياة المسلمات.
وفق معطيات شركة “رويترز” ومؤسسة “دينار ستاندرد للبحوث والاستشارات” فإن الاقتصاد الإسلامي قد نما بوتيرة مضاعفة تقريبا مقارنة بالاقتصاد العالمي. وفق المعطيات، صرف المستهلِك المسلمي 1.8 تريليون دولار على الأطعمة وأسلوب الحياة في عام 2014 – وفق التقديرات، من المتوقع أن يصل هذا المبلغ إلى 2.6 تريليون دولار عام 2020. يشكل ذلك ثورة استهلاكية حقيقية في العالم الإسلامي، الذي يهتم أكثر فأكثر في ثقافة الاستهلاك الغربية.
https://twitter.com/NikeMiddleEast/status/832807852876120064
ولكن ارتداء النساء الحجاب ثانية يشهد على تطور في الوعي النسوي أيضا. خلافا لموجة النسوية التي حددها الحجاب كقمع للمرأة، ترى النسويات الشابات أن ارتداء الحجاب بمحض إرادتهن، يشير إلى أن النسوية لا تقتصر على الغرب، ويمكن أن تكون قائمة من خلال الحفاظ على الهوية المميزة للنساء المسلمات.