انتهت جولة المحادثات الثالثة بين وفدَي المفاوضات الإسرائيلي والفلسطيني مساء أمس، حيث مثّل الجانبَ الإسرائيلي كلٌّ من وزيرة العدل تسيبي ليفني، ومستشار رئيس الحكومة الخاص المحامي يتسحاق مولخو. وحضر عن الجانب الفلسطيني مسؤول المفاوضات صائب عريقات ومحمد أشتيه. وفي نهاية اللقاء، وصف الجانبان المحادثات بـ”الجدية”، وأضافا أنّ لقاءات أخرى ستجري قريبًا. وفي اللقاء، الذي عُقد أمس في القدس، حضر أيضًا المبعوث الأمريكي للمفاوضات، مارتن إنديك، بعد أن حضر اللقاءَ السابقَ الجانبان فقط، فيما بقي الوسيط الأمريكي خارج الغرفة.
هذه المرة أيضًا جرى اللقاء في القدس تحت غطاء من السرية، إذ لم تحصل وسائل الإعلام على تفاصيل بشأن موعد إجراء اللقاء ومكانه، أو بشأن فحواه. ويبدو أنّ ذلك يجري عملًا بطلب الإدارة الأمريكية “التعتيم” كاملًا في كل ما له صلة باللقاءات وتفاصيل المفاوضات، التي تُدار منذ بضعة أسابيع. واستمر اللقاء حتى منتصف الليل تقريبًا، ولم تعلن المصادر السياسية عن إجرائه إلّا بعد انتهائه.
ووفقًا لموقع YNET كان سبب إجراء اللقاء أمس هو نية عريقات السفر إلى روسيا واللقاء بوزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف يوم الخميس، لإطلاعه على مجريات المفاوضات.
وفي مقابلة مع إذاعة الشمس، قال صائب عريقات إنّ الولايات المتحدة طمأنت الفلسطينيين خطيًّا بأنّ المفاوضات ستعترف بحدود العام 1967 كأساس للدولة الفلسطينية؛ ستتناول كل القضايا المركزية (القدس، اللاجئين، الحدود، الأمن، والمياه)؛ ستجري في جدول زمني مدته بين ستة وتسعة أشهر؛ ولن تسمح بأية حلول مؤقتة أو مرحلية قبل التوقيع على اتفاق نهائي. وقال عريقات أيضًا إنّ اتفاقًا أمريكيًّا – إسرائيليًّا جرى التوصل إليه بشأن المستوطنات، لكنه لم يتطرق إلى فحواه.
وادّعى عريقات كذلك أنّ توجيهات الاتحاد الأوروبي الجديدة التي تحرّم كل تعاون مع المستوطنات والكيانات الإسرائيلية الأخرى وراء حدود العام 1967 كانت جزءًا من صفقة جرى التوصّل إليها مع أوروبا مقابل استئناف المُفاوضات.
والتقى الرئيس عباس أمس في المقاطعة في رام الله برئيس حزب الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة عضو الكنيست محمد بركة ورئيس بلدية الناصرة رامز جرايسي. وأطلع الرئيس عباس وفد الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة على آخر مستجدات الأوضاع على صعيد العملية السلمية، واستئناف المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية برعاية الإدارة الأميركية. وأوضح الرئيس أنّ الاتفاق ينص على الإفراج عن كافة الأسرى المعتقلين قبل عام 1994.
وحضر اللقاءَ عضوُ اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد، ونائب رئيس الوزراء زياد أبو عمرو، والأمين العام لحزب الشعب بسام الصالحي.
وقال النائب بركة لصحيفة هآرتس إنّ عباس شدّد على أنه رغم التوقعات المنخفضة من المفاوضات لدى الطرفَين، فإنه يظنّ أنه يجب بذل كل جهد ممكن. ووفقًا للتقرير في الصحيفة، قال عباس إن تقدمًا كبيرًا أُحرز في جولات المفاوضات في السنوات الماضية، وأضاف أنه يظن أنه يمكن إيجاد حلول لكل القضايا المركزية. “أجيد قراءة الخارطة السياسية في إسرائيل، وهذه المرة لا يمكن أن يدّعي رئيس الحكومة نتنياهو إنه يفتقر إلى أكثرية في الكنيست لإقرار اتفاق”، اقتبس بركة عن عباس. وأضاف: “سينال الاتفاق أكثرية ساحقة في هذه الكنيست إذا أراد نتنياهو ذلك”.
وروى بركة أنّ عباس شدّد أمامه على أنّ الأحداث في الشرق الأوسط يجب أن تشكّل حافزًا إضافيًّا لدى الجانبيَن للتقدم في عملية السلام لأنّ اتفاقية سلام إسرائيلية – فلسطينية هي أحد مفاتيح الاستقرار الإقليمي.
وتطرق رئيس الكنيست السابق، النائب رؤوبين ريفلين هو الآخر للمفاوضات في صفحته على الفيس بوك، إذ قال: “سألوني إن كانت إسرائيل جدية في نواياها للتوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين. أجبتُهم ببساطة إنه يمكنني توقع نتائج المفاوضات الراهنة مسبقًا، لكنّ تصرف نتنياهو في هذا الشأن كرجل دولة لا كمجرد سياسي يثير إعجابي بالطبع. فهو يسعى حقًّا إلى بلورة خطة متفق عليها، بدلًا من التلهي بمناورات سياسية تتيح له البقاء في منصبه”.