أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، صباح اليوم، بأن جولة المحادثات الأخيرة بين القوى الست العظمى وإيران في فيينا انتهت إلى أزمة حادة بين الطرفين منبعها تعنت إيران منذ تخفيف العقوبات المفروضة عليها. ويقول محللون في إسرائيل إن إيران والقوى الست العظمى ربما تفتعلان أزمة راهنة من أجل تسهيل تسويق الصفقة النهائية بين الطرفين داخل بلادهما.
ونقلت الصحيفة عن ديبلوماسي أمريكي مطّلع على المحادثات قوله “لا شك في أن العقوبات التي فرضت على إيران في السنتين الماضيتين هي التي أدت إلى تبديل الرئيس في إيران وإلى قرار الرئيس الجديد اللجوء إلى طاولة المفاوضات. لكن، بعد توقيع الاتفاق المرحلي مع إيران تم تخفيف العقوبات إلى درجة فاقت التوقعات الأولية للأسف. هذا مسّ بالضغط الممارس على إيران وباستعدادها لتقديم التنازلات. والنتيجة هي أن الإيرانيين أصحبوا أكثر تعنتا”.
وأشار مراقبون غربيون إلى أن إيران تخوض في المفاوضات مع الغرب منتهجة سياسة مفادها تعزيز قوتها وإضعاف أعدائها، وهي في حقيقة الأمر لا تنوي التنازل إنما المراوغة، وتتجسد هذه السياسية حسب المراقبين في تصريحات كثيرة لمسؤولين إيرانيين في داخل إيران.
وقال محللون في إسرائيل إن التقارير الأخيرة عن أزمة تحيط بالمحادثات تخدم الطرفين في تسويق الاتفاق النهائي المتوقع توقيعه بين إيران والقوى الست العظمى في الداخل. وفسّر أحدهم قائلا إن الطرفين يرغبان في افتعال أزمة لكي يبرهنا أن التوصل إلى الاتفاق بينهما كان صعبا، وذلك لتهيئة الرأي العام لقبول الصفقة.
وحسب يديعوت فإن الأزمة الراهنة تدور حول ثلاث قضايا مركزية: الأولى تتعلق بمنشأة الإثراء السرية في “فوردو”، ففي حين أن إيران مستعدة لفتح المنشأة للمراقبة تطالب القوى العظمى بتفكيك الموقع كليا. والقضية الثانية تتعلق ببرنامج إيران النووي المدنيّ، إذ تملك إيران في الحاضر نحو 19000 جهاز طرد مركزي مركب و8000 غير فعال. وقد أعلن الإيرانيون أنهم يعتزمون زيادة عدد أجهزة الطرد المركزي مما يثير القلق في أن تصبح إيران دولة “على عتبة” الوصول إلى قنبلة نووية خلال وقت قصير. وقال ديبلوماسي أوروبي أن أوروبا توافق على 6000 جهاز طرد مركزي على الأكثر.
أما القضية الخلافية الثالثة فتدور حول منشأة المياه الثقيلة في “آراك”، الذي تعدّه الاستخبارات الإسرائيلية مسار إيران لصنع قنبلة نووية من البلوتونيوم، إذ تطالب القوى الغربية بإعادة تخطيط المنشأة كي تنتج كمية أقل من البلوتونيوم.