أظهر استطلاع صحيفة “هآرتس” الذي نشر اليوم بأن هناك دعم واسع في المجتمع الإسرائيلي لصالح مساواة حقوق المثليين. ويجدر الذكر، أن الوسط العلماني ليس هو فقط من يدعم المبادرات التشريعية الأخيرة، بل يتضح كذلك أنها تحظى بدعم واسع نسبيًا من قبل المحافظين والروس، ومن قبل المتديّنين أيضا. أما الوسط العربي في إسرائيل فقد انقسم في مواقفه بخصوص معظم الأسئلة في الاستطلاع، مع ميل لمعارضة النهوض بحقوق المثليين. أما الوسط “الحاريدي”، فليس من المستغرب أن يبرز في معارضته للقضية.
وفق الاستطلاع، فإنّ 70% من الإسرائيليين يدعمون التشريعات التي تعترف بالمساواة الكاملة في الحقوق بين الأزواج من نفس الجنس (المثليين) في جميع مجالات الحياة. 89% من العلمانيين قالوا بأنهم يدعمون المساواة الكاملة، كذلك الأمر لدى 72% من المستطلعة آراؤهم الذين عرفوا أنفسهم بأنهم محافظون، و46% من المتدينين والعرب. وهذا مقابل 8% من “الحاريديم”. ويُظهر تقسيم النتائج بحسب الجنس أن نسبة دعم المساواة في الحقوق بالنسبة لأحاديي الجنس هي الأعلى عند النساء.
كان الكثير من اقتراحات القوانين الفردية للمساواة في الحقوق غير ضروري فيما لو كان هناك إمكانية لدى الأزواج المثليين أن يتزوجوا في إسرائيل، لأن عدم وجود إمكانية الزواج هو مصدر التمييز في مجالات عديدة. وحتى اليوم، من أجل الحصول على نفس الحقوق التي يحصل عليها أزواج طبيعيون، فإن الأمر يتطلّب من أحد الأزواج المثليين أن يتزوج في إحدى الدول التي تتيح ذلك، ثم بعد ذلك أن يتم تسجيل الزواج في وزارة الداخلية الإسرائيلية. وقد وعدت قائمة “هناك مستقبل” في حملتها الانتخابية بالنهوض في الزواج المدني، مما يتضمّن كذلك الأزواج المثليين، ولكن في الوقت الحالي يتم اعتماد ما تقره الحاخامية. وفق الاستطلاع، 59% من الجمهور يؤيّد التشريعات التي تعترف بالزواج المثلي، مقابل 33% من المعارضين لذلك. الوسط العلماني والمحافظ والقادمون الجدد من الاتحاد السوفييتي يبرز الدعم الواسع بشكل ملحوظ. مقابل ذلك، فإن الغالبية العظمى من المتدينين، العرب والحاريديم تعارض الزواج المثلي في إسرائيل.
وفي الوقت نفسه، تتزايد الانتقادات العلنية بخصوص وظيفة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو فيما يتعلق بحقوق الشاذين جنسيًا. ويوجه له منتقدوه انتقادات قاسية مفادها أنه لا يجد حرجا في تجنيد شريحة الشاذين جنسيًا في خطاباته الدعائية على المنصات حول العالم، ولكنه لا يجرؤ على التعبير أو على تجنيد خطاباته لصالح تحسين موقفهم وحقوقهم في الكنيست.
يهرب نتنياهو في البلاد من الموضوع كما لو أنه نار. ولكنه خارج البلاد يستمتع باستخدام شريحة الشاذين جنسيًا من أجل الدعاية لحربه ضد النووي الإيراني. ويذكر نتنياهو في كل له خطاب في الولايات المتحدة أو أوروبا تقريبا أن إيران تقوم بشنق الشاذين جنسيًا في ساحة البلدة بينما في إسرائيل هناك مسيرات تفاخر خاصة بهم.