بعد أربعة أشهر من عملية القتل المروعة لعائلة الدوابشة، والتي صدمت الفلسطينيين والإسرائيليين على حدٍّ سواء، قدّم الادعاء العام الإسرائيلي اليوم لائحة اتّهام ضدّ المشتبه به الرئيسي في عملية القتل.
والمشتبه به، وهو عميرام بن أوليئيل، في الواحدة والعشرين من عمره ولكنه متزوج وأب لطفلة، متهم بأنّه نفّذ العملية وحده. وظهر من خلال التحقيق أنّه في ليلة القتل ذهب بن أوليئيل إلى قرية دوما مزوّدا بزجاجات حارقة ورذاذا للطلاء. فأشعل منزلا خاليا من سكانه، ومن ثم رشّ على جدرانه بعض الشعارات وبعد ذلك ألقى زجاجة حارقة تجاه منزل عائلة الدوابشة.
ونتيجة لإلقاء الزجاجة اشتعلت النيران في المنزل وأدت إلى وفاة الطفل علي ابن العام والنصف فورا، وإصابة الأم رهام بإصابة بالغة، والأب سعد وأحمد ابن الرابعة. بعد مرور عدة أيام توفي الأب الأب والأم وابنهما الرضيع علي، متأثرين بجراحهم.
وسوى بن أوليئيل تم تقديم لائحة اتّهام في المحكمة ضدّ “أ”، وهو قاصر يبلغ من العمر 17.5 عاما (ويحظر نشر اسمه بسبب سنه، بموجب القانون الإسرائيلي) وقيل إنّه ساعد على التخطيط لعملية القتل. اعترف القاصر في التحقيق معه أنّه خطط لتنفيذ عملية وإيذاء العرب مع بن أوليئيل، ولكن وفقا لروايته فقد نام في ليلة القتل وسمع عن العملية في الصباح فقط.
ومن الجدير ذكره أنّ الأجهزة الأمنية في إسرائيل قد مارست وسائل استثنائية في التحقيق بعملية القتل بل واتّهمت جهات يمينية الشاباك بممارسة القوة غير المعقولة ضدّ المحقّق معهم، بما في ذلك التعذيبات، لجعلهم يعترفون.
إن المشتبه به الرئيسي هو نجل حاخام معروف من إحدى المستوطنات، ويقول معارفه إنّه بخلافه فإنّ والده يعتبر معتدلا نسبيًّا، بل ونشر إدانة شديدة في حالات شبيهة من إيذاء اليهود للعرب. وورد أيضًا أنّ الزوجين قد أصبحا مؤخرا متديّنَين ومتطرّفَين أكثر ويبدو أنّ الدافع للعملية كانت الرغبة بالانتقام من الفلسطينيين في أعقاب العمليات ضدّ الإسرائيليين.