تعرض المتحدث باسم البيت الأبيض، شون سبايسر، أمس الثلاثاء، إلى انتقادات واسعة في الولايات المتحدة وإسرائيل بعد أن قال إن النازي هتلر لم يستخدم السلاح الكيماوي خلال الحرب العالمية الثانية، ناسيا أن النازيين قتلوا ملايين اليهود باستخدام الغاز خلال فترة الهولوكوست. وسارع سبايسر إلى الاعتذار عما قال في أعقاب الانتقادات الشديدة ضد والمطالبة بإقالته الفورية.
وقال سبايسر لشبكة CNN الأمريكية في أعقاب الضجة التي أثارها “لقد أجريت مقارنة غير لائقة ولا تتعاطف مع ذكرى الهولوكوست، لا يمكن مقارنة أي شيء بها، أعتذر على ذلك”.
وجاءت أقوال المتحدث الخاطئة خلال مؤتمر صحفي أجراه في البيت الأبيض، أراد فيه الضغط على الروس التخلي عن دعمهم للرئيس السوري بشار الأسد، في أعقاب استخدامه السلاح الكيماوي في إدلب. وقال سبايسر “حتى إنسان مقيت مثل هتلر لم ينزل إلى مستوى استخدام الكيماوي”، وأضاف “متى سيفهم الروس أنهم في الجانب الخاطئ للتاريخ؟”. إلا أن الصحفيين في المؤتمر طالبوا منه توضيح أقواله، مشرين إلى أن هتلر قام باستخدام الغاز.
وردّ سبايسر بالقول إنه “يحترم التوضيح” من قبل الصحفيين، محاولا أن يفسر أقواله أكثر دون نجاح. فقال إن هتلر لم يستخدم غاز السيرين ضد شعبه، إنما قام بنقله إلى “مراكز هولوكوست” (القصد معسكرات الإبادة)، في حين يقصف الأسد المواطنين العزل والبلدات بالغاز. لكن سبايسر فهم أنه ارتكب خطأ جسيما في المقارنة مع هيتلر، قائلا “لم أحاول التقليل من فظائع الهولوكوست بأي شكل. أردت فقط أن أبرز استخدام الطائرات لضرب الأماكن السكينة بالسلاح الكيماوي”.
وجرّت أقوال سبايسر انتقادات واسعة من رموز الجالية اليهودية في الولايات المتحدة، وأعضاء كونغرس، استهجنوا المقارنة التي أجراها المتحدث باسم البيت الأبيض والتي تدل على جهل كبير وتعد خطيرة لأنها تحرف تاريخ الهولوكوست وفظائع النازيين.
وندد مركز “آنا فرانك” للاحترام المتبادل بسبايسر مطالبا من الرئيس ترامب إقالته. وقال المتحدث باسم المركز “سبايسر يتورط بإنكار الهولوكوست، وذلك في عيد الفصح اليهودي، منكرا أن هيلتر قتل ملايين اليهود في الغاز”. وطالبت زعيمة الحزب الديموقراطي في الكونغرس، نانسي بولسي، من الرئيس ترامب إقالة سبايسر. وطالبت منظمات يهودية كبيرة في الولايات المتحدة سبايسر بالاعتذار والتعهد بعد تكرير هذه الأخطاء.
وأثارت أقوال سبياسر غضبا في إسرائيل كذلك، إذ وصف وزير المواصلات، يسرائيل كاتس، أقوال سبايسر “خطيرة ومثيرة” وكتب “الاعتبارات الأخلاقية فوق السياسة، إما أن يتعذر أو يجب المطالبة بإقالته”.