أكد مسؤول فلسطيني أن هناك اتصالات تجري لترتيب لقاء قمة إسرائيلي فلسطيني برعاية روسية في موسكو مشيراً إلى أن هذه الاتصالات لم تنضج حتى الأن.
وأشار المسؤول إلى أن القيادة الفلسطينية تُجري مشاورات داخلية وكذلك مع بعض الدول في محاولة لتحديد موقفها من هذا المقترح، لاسيما وأن عودة اللقاءات المباشرة تمنح اسرائيل الفرصة للتملص نهائياً من المبادرة الفرنسية ومن أي إمكانية لمجلس الأمن الدولي للتدخل في الملف الإسرائيلي الفلسطيني.
وأضاف المسؤول الفلسطيني، أن الشكوك الأخيرة التي راودت القيادة الفلسطينية حول مدى نجاح المبادرة الفرنسية جعلها لا ترفض من ناحية المبدأ فكرة الوساطة الروسية لاسيما وأن روسيا تتمتع بعلاقة تاريخية مع الجانب الفلسطيني بالإضافة إلى أن روسيا بدأت تمتلك الكثير من مفاتيح القضايا الكبيرة في المنطقة.
ويقول المسؤول الفلسطيني أنه لم يتم تحديد أي موعد حتى الآن وأن المبعوث الروسي للشرق الأوسط هو الذي يتابع هذه الاتصالات وأنه من بين الاعتبارات التي تأخذها القيادة الفلسطينية هي علاقة روسيا بالمنظومة الغربية في ظل التوتر بين روسيا ودول الغرب حول الملف الأوكراني، وغيرها من الملفات التي تشهد توتراً بين روسيا ودول الغرب.
وأكد المسؤول الفلسطيني أن الجانب الإسرائيلي لا يرفض من ناحية المبدأ فكرة اللقاء، لكن هناك شكوك لدى القيادة الفلسطينية من قدرة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخوض في عملية مفاوضات جادة، في حين توجهاته وإعلانه أكثر من مرة أنه لن تكون هناك دولة فلسطينية خلال فترة حكمه، بالإضافة إلى أنه هو الذي يسمح بكل أعمال البناء التي تتم في الضفة الغربية والقدس الشرقية.
وأفاد المسؤول الفلسطيني أن الجانب المصري مُطلِع تماماً على هذه الاتصالات ويؤيد فكرة الاتفاق بين بنيامين نتنياهو ومحمود عباس، مشيراً إلى أن القيادة المصرية تسعى إلى توحيد الصف الفلسطيني وتوحيد السلطة الفلسطينية وحركة فتح بالإضافة إلى تحريك الملف الإسرائيلي الفلسطيني.
وأكد المسؤول الفلسطيني أن المبادرة الروسية في مراحلها الأولى وانها لا تستند إلى أي خُطط عمل أو برنامج سياسي وأنها تهدف بالدرجة الأولى إلى كسر الجمود بين الطرفين وبين رأسي الهرمين الإسرائيلي والفلسطيني، مشددا على أن هذه المبادرة قد تنطوي على لقاء فارغ آخر يخدم سعي نتنياهو لكسب الوقت وإظهار حكومته على أنها لا ترفض الحراك السياسي في حين سعيها لنسف أي مبادرة تهدف إلى جدولة المفاوضات وإلى تحديد مواضيعها وتحديداً مواضيع الحل النهائي وكذلك آليه تنفيذ كل ما يتم التوصل إليه من تفاهمات.
ورداً على سؤال ما إذا كان تقدم الاتصالات لإجراء لقاء بين عباس ونتنياهو سيؤدي إلى تأجيل اﻻنتخابات المحلية، رفض المسؤول الفلسطيني هذا الربط مشيراً إلى أن الانتخابات هي استحقاق فلسطيني وشأن داخلي لا علاقة له بالملف السياسي.
وأعرب عن رفضه لأي محاولة من قبل إسرائيل باستثمار نتائج الانتخابات المحلية لتدعيم موقفها المعارض للسلطة الفلسطينية والمُحرض على قيادة السلطة الفلسطينية مشيراً إلى أن هذه الانتخابات داخلية تتعلق بالخدمات التي يسعى المواطن الفلسطيني للحصول عليها، وأن أي محاولة لتفسيرها غير ذلك يعني أنها جزء من مسلسل التملُص من الالتزامات الدُولية الملقاة على الجانب الإسرائيلي.