عام 1996، أثناء أعمال ترميم عادية في مدينة اللد في مركز إسرائيل، عُثر صدفة على بقايا فيلا كبيرة، منذ القرن الثالث والرابع للميلاد. في عمق الفيلا، على عمق نحو نصف متر حتى ومتر نصف عُثِر على أجمل أرضية فسيفساء في إسرائيل.

كان حجم هذه الأرضية النادرة 180 مترا مربعا. يقدّر الباحثون أن فنانين وصلوا إلى البلاد بشكل خاصّ من شمال إفريقيا قبل 1600 سنة وصنعوا هذه الفسيفساء الذي يحبس الأنفاس. غطى الفنانون بأحجار صغيرة وملونة أرضية كبيرة، وأنتجوا بمساعدتها صورا جميلة لحيوانات، سفن، ومناظر طبيعية.

كان وضع الفسيفساء جيدا عند العثور عليه ولم يلحق به أي ضرر تقريبًا. فهو يعتبر أجمل فسيفساء مما كُشف في إسرائيل والعالم ذات مرة. تنافس 11 متحفا مشهورا في العالم فيما بينهم حول عرض الفسيفساء الجميل من مدينة اللد. قالت إدارة متحف في أوهايو الذي حظي بعرض الفسيفساء لصحيفة “هآرتس” الإسرائيلية الذي كشف عن القصة إن عرض الفسيفساء كان نجاحا باهرا وشاهده 100 ألف زائر. ولكن في إسرائيل تحديدًا، بعد مرور 21 عاما منذ العثور على الفسيفساء الأثري لم يُعرض بعد في إسرائيل بأكمله.

لم يكن الإسرائيليون مبالين بشكل خاص إزاء الاكتشاف الأثري الذي حظي باهتمام كبير. فبعد اكتشاف الفسيفساء، ذُكر أنه سيُقام متحف في مدينة اللد لعرض هذا الفسيفساء القديم بشكل خاص. ولكن حتى يومنا هذا بعد مرور أكثر من 21 عاما، لم يُبنَ متحف بعد. تمت إعادة الفسيفساء إلى إسرائيل بعد أن شارك في عروض في متاحف كثيرة في أنحاء العالم، ولكن الإسرائيليين ما زالوا غير قادرين على رؤيته كاملا. بات جزء منه معروضا في مدينة حيفا في شمال إسرائيل، ولكن ما زال يُحتفظ بأجزاء منه في المخزن.
وفق ادعاء بلدية اللد والمتبرعين لإقامة المتحف، من المتوقع أن يُبنى المتحف في السنة القادمة. على الإسرائيليين أن يأملوا أن تتحقق الوعود.