في تشرين الثاني 1977، صنع الرئيس المصري، أنور السادات، تاريخا لأنه كان الزعيم العربي الأول الذي ألقى خطابا في الكنيست الإسرائيلي. في جلسة سرية، جرت بعد عدة ساعات من ذلك الخطاب، كشف المسؤولون العسكريون الإسرائيليون أفكارهم عن هذه الزيارة التاريخية.
بتاريخ 22 تشرين الثاني 1977، في الساعة التاسعة صباحا، بعد بضع ساعات من مغادرة السادات إسرائيل، جرت جلسة لكبار المسؤولين في الجيش الإسرائيلي. كشف اليوم (الأحد) صباحا، أرشيف الجيش الإسرائيلي في وزارة الدفاع عن بروتوكولات من تلك الجلسة، التي كانت معروفة بصفتها الأكثر سرية حتى الآن.وفق هذه البروتوكولات، فقد أعرب المسؤولون العسكريون الإسرائيليون عن رأيهم حول زيارة السادات إلى إسرائيل، موجهين انتقادات داخلية لرئيس الحكومة، بيجن، ولافتين إلى خوفهم من أن ينصب لهم السادات فخا.
الإعجاب بالسادات، وانتقاد بيجن
قال رئيس شعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي، اللواء غازيت: “أراد السادات الوصول إلى إسرائيل والقول للجميع: السادة الكرام، عندما أتحدث عن صنع السلام، أنا جدي. نحن نسعى إلى صنع السلام معكم والتعايش معا. ستحظى إسرائيل بالعيش كدولة صاحبة حق في الوجود ومعترف بها في العالَم العربي”.
تطرق اللواء غازيت إلى ردود الفعل في مصر فيما يتعلق بخطاب السادات. لقد نال استقبال السادات في إسرائيل إعجابا في مصر، وفق أقواله. “في أعقاب خطاب السادات، هناك انطباع أن السادات مثل المصلحة العربية تمثيلا جيدا، فهو لم يمثل المصلحة المصرية فحسب، بل ظهر كمتحدث باسم العرب أجمعين”.
تطرق اللواء بن غال إلى خطابات بيجن والسادات في الكنيست قائلا: “أعربت دولة إسرائيل من خلال خطاب رئيس الحكومة عن عدم التفاهم والتساهل، وأعتقد أنها لم تفهم الفرصة الكبيرة الكامنة في زيارة الرئيس المصري إلى إسرائيل”.
تقدير احتمالات استئناف الحرب بين إسرائيل ومصر بعد اتفاق السلام
خلال الجلسة، أوضح رئيس الأركان، غور، أن المصريين قد “أعربوا عن عدم رضاهم من خطاب بيجن”. وأعرب رئيس الأركان أيضا عن تقديراته قائلا: “في نهاية الخطاب يوم أمس، أشارت التوصيات العملية التي تلقيتها من وزارة الدفاع، ومن أعضاء اللجنة الوزارية لشؤون الأمن، ومن قسم كبير من أعضاء الكنيست، إلى أنه يجب: “تحضير المعدات للحرب والاستعداد لحالات الطوارئ عند اندلاعها”.
في جلسة أخرى عُقدت بعد أسبوع من ذلك، تطرق وزير الدفاع حينذاك، عيزر فايتسمان، إلى زيارة السادات وقدرات الجيش المصري. “لقد فتح السادات قناة السويس، وأصبح يسيطر على الضفة الشرقية. أذكركم أن مليون مصري أصبحوا يعيشون الآن على طول القناة. مَن يعيد مليون مصري للعيش على طول القناة، لا يشن حربا سريعا”.
تحدث الوزير فايتسمان عن الشأن الفلسطيني، الذي طُرح في خطاب السادات وفي منتدى هيئة الأركان العامة قبل أسبوع من ذلك. “لم يذكر السادات منظمة التحرير الفلسطينية في خطابه صدفة، وإذا لاحظتم، ففي خطابه في القاهرة، قال أيضا، شاهدت المقاتلين في السجون، ولم يتحدث عن هؤلاء الذين يجلسون في نوادي ليلية في بيروت. أي أنه يحتقر إلى حد معين كل هؤلاء الزعماء”.