يعرف الباحثون معلومات قليلة جدا عن الكنعانيين الذين عاشوا في الشرق الأوسط قبل آلاف السنوات. في العصر القديم – بدء من العصر البرونزي وحتى الألفية الثالثة والثانية قبل الميلاد، كان تأثير الكنعانيين كبيرا – هذا وفق شهادات التوراة ومصادر يونانية ومصرية قديمة.
ولكن ما حدث لهم لاحقا؟ هل ظلوا على قيد الحياة أصلا؟ من الصعب الإجابة عن هذا السؤال. لم يُحتفظ بكتابات سكان الأراضي الكنعانية والمناطق القريبة منها – ربما لأنهم اعتادوا الكتابة على أوراق البردى التي لم تصمد على مر الزمن.
ولكن نجح علم الوراثة في الأماكن التي فشل فيها التاريخ وعلم الآثار. هذا وفق أقوال باحثين من معهد Sanger البريطانيّ الخبير بعلم الوراثة، الذي أثبت أن المحتوى الوارثي لدى اللبنانيين شبيه تماما بالمحتوى الوراثي الخاص بالكنعانيين القدامى.
وقارن فريق بحث مؤلف من علماء آثار وباحثين في مجال المحتويات الوراثية مادة الحمض النووي الريبوزي الخاص بخمسة كنعانيين – كان عمر عظامهم نحو 3.650 حتى 3.750 سنة، بعد أن وُجدت في صيدا – مع المادة الوراثية لدى 99 مواطنا لبنانيا عصريا. واتضح من البحث أن سكان لبنان القدامى – الذين كانوا كنعانييين عاشوا في العصر البرونزي – لديهم %93 من المحتويات الوراثية الشبيهة بتلك التي لدى اللبنانيين العصريين – أي تمت مقارنتها مع نسلهم مباشرة.