من المتوقع أن يزيد وزراء خارجية الدول الكبرى الخميس الضغوط إلى إيران من أجل التوصل إلى اتفاق تاريخي بشأن برنامجها النووي عشية انتهاء المهلة لتقديم الاتفاق للكونغرس الأميركي.
وفي حال لم يتسلم الكونغرس نص الاتفاق صباح الجمعة بتوقيت فيينا (منتصف الليل بتوقيت واشنطن) فإن ذلك سيطيل وقت موافقته عليه وربما يجعل هذه العملية أكثر تعقيدا.
ولكن رغم هذه الضغوط، وبعد نحو أسبوعين من المفاوضات في العاصمة النمساوية، لم يتضح بعد ما إذا كان سيتم التوصل إلى الاتفاق الهادف إلى إنهاء 13 عاما من الازمة النووية مع إيران، فضلا عن التوصل إلى الاتفاق في الوقت المحدد.
ويستند الاتفاق النهائي على الاتفاق الإطار الذي تم التوصل إليه في نيسان/ابريل وينص على أن تفكك إيران إجزاء كبيرة من بنيتها التحتية النووية لمنعها من امتلاك قنبلة نووية.
وفي المقابل سيتم رفع مجموعة العقوبات المشددة التي فرضتها الدول الغربية والامم المتحدة على إيران تدريجيا فور أن تتحقق الوكالة الدولية للطاقة الذرية من التزام طهران بوعودها.
وكتب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في صحيفة فاينانشال تايمز “لقد أحرزنا تقدما كبيرا خلال الأشهر ال21 الماضية من المفاوضات بشأن برنامج بلادي للطاقة النووية”.
وأضاف “نحن قريبون أكثر من أي وقت مضى من التوصل إلى اتفاق. إلا أن النجاح في ذلك ليس مضمونا (…) فلا يزال يتعين اتخاذ قرارات سياسية خطيرة”.
ولم يستبعد متحدث باسم الإيرانيين في تصريحات الاربعاء أن تستمر المفاوضات عدة ايام أضافية.
ومن بين القضايا الشائكة في الاتفاق الذي سيكون معقدا للغاية، وتيرة وتوقيت رفع العقوبات، والتحقيق المتوقف بشأن مزاعم حول جهود إيران لتطوير أسلحة نووية.
وتصر إيران كذلك على إدخال تغييرات إلى حظر الأسلحة الذي فرضته عليها الأمم المتحدة وتخفيف القيود على بيعها للصواريخ، ما يثير قلق خصوم إيران في المنطقة.
وأبدت روسيا الخميس تأييدها لرفع حظر بيع الأسلحة لإيران “في أسرع وقت ممكن” حيث قال لافروف إن هذه العقوبات فرضت لدفع إيران إلى التفاوض وهو هدف “تحقق منذ فترة طويلة” مضيفا أن موسكو “تؤيد رفع الحظر في اسرع وقت ممكن”.
وفي مؤشر على التوترات في المفاوضات تحدث دبلوماسيون عن لقاء عاصف بين ظريف ونظيره الأميركي جون كيري ووزراء خارجية الدول الكبرى الأخرى.
وفي جلسة عامة عقدت الإثنين في قصر كوبورغ في فيينا الذي يستضيف المحادثات، قالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني “إذا كان الأمر كذلك، سنعود جميعا إلى ديارنا”.
عندها سارع نظيرها الإيراني الدبلوماسي المحنك دائم الابتسام عادة إلى القول بحدة غير معهودة “لا تهدد إيرانيا ابدا!”، قبل أن يضيف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف “ولا روسيا!”، وفقا لما نشرته وسائل إعلام إيرانية عدة، بينها الوكالة الرسمية.
وشارك وزراء خارجية بريطانيا والمانيا وفرنسا في المحادثات صباح الخميس. ولم يتضح متى سينضم إليهم الوزيران الروسي والصيني اللذان يشاركان حاليا في قمة بريكس المنعقدة في روسيا.