المبادرة المؤثرة التي أنقذت مئات الشبان من الإدمان على الكحول – باحتساء القهوة العربية، تحظى الآن باعتراف عالمي وجائزة منظمة مجلس أوروبا. تألم الشاب الإسرائيلي، جاي شيرمان، ابن 19 عاما، لرؤية تدهور أبناء جيله وهم يتسكعون في الشارع، يستهلكون الكحول، ويتورطون في المشاكل. ولن يتخيّل أن مبادرته البسيطة ستحظى بجائزة قيمتها 5000 يورو.
يخرج شيرمان، منذ عامين، مع عشرات المتطوعين الشبان، إلى الأماكن التي يتجوّل فيها الشبان المعرضون للخطر، ويقترح عليهم احتساء القهوة العربية معه، بدلا من استهلاك الكحول. “بهذه الطريقة نقدم بديلا للمخدرات والكحول، دون أن نبعد هؤلاء الشبان عن المجتمع، ونتعامل معهم بصفتهم مجرمين”.
في البداية، كان يبدو أن مبادرة شيرمان لن تنجح، وأنها ساذجة. كيف يمكن المقارنة بين القهوة والإغراء لتناول الكحول؟ ولكن شيرمان كان حازما على أن يثبت أن طريقته البسيطة وغير المتفذلكة، قادرة على أن تحارب ظاهرة الإدمان على الكحول الصعبة بنجاعة. لقد دفع فكرته قدما في إطار برنامج تطوير القيادة لدى الشبان التابع لمنظمة Lead. في البداية، لن يؤمن الكثير من الأشخاص بمشروعه، وتعرض إلى الكثير من ردود الفعل السلبية”، يقول مدير المنظمة.
“لا تكمن المشكلة في استهلاك الكحول وتعاطي المخدرات، فهما أعراض لمشاكل أكبر فقط، مثل نقص الإطار الملائم، والثقة النفسية المتدنية”، يوضح شيرمان وجهة نظره. “لم يفهم الشبان في البداية ما الذي نريده منهم. ولكن، غالبا كانوا يستجيبون لدعوتنا لتناول القهوة، وأصبحوا الآن المبادرين إلى دعوتنا. تختلف الأجواء عند الجلوس لاحتساء القهوة، فتجعل الكثير من الشبان يبتعدون عن الكحول، بمحض إرادتهم”.
“وصل ذات مرة شرطيون عندما كنا نحتسي القهوة للاشتباه أن الشبان الذين كنا نجلس معهم يتناولون الكحول. فتفاجأ هؤلاء الشرطيون عندما شاهدونا نحتسي القهوة فقط، ومدحونا على مبادرتنا. شعر الشبان الذين كنا نجلس معهم في تلك اللحظة أن هذه هي المرة الأولى التي يمدحهم شرطي، ولم يعتقلهم أو يتعامل معهم كمجرمين، كما يحدث غالبا”، يقول شيرمان. “في اليوم التالي، أخبرني أحد الشبان الذي جلس معنا، أنه كانت معه زجاجة كحول عندما وصل الشرطيون، وقد خطط أن يتناول الكحول في تلك الليلية، ولكنه تخلى عن ذلك بفضل القهوة”.
تنافست مبادرة القهوة الإسرائيلية مع 47 مشروعا آخر في أنحاء العالم على “جائزة الوقاية” التي تُمنح في إطار المنافسة الدولية السنوية في مجال المخدرات والكحول في مجلس أوروبا. وهذه هي المرة الأولى التي يحظى فيها إسرائيلي بهذه الجائزة.