بعد جولة انتخابية دراماتيكية ومخاوف من أن تعود مدينة القدس إلى أن تكون محافظةً ومنغلقةً أكثر، اختار معظم المقترعين في القدس رئيس البلدية الحالي، نير بركات، لولاية جديدة. سيستمرّ بركات في قيادة المدينة نحو العلمانية والحداثية، وقد وعد في خطاب الانتصار بقيادة القدس “دون ظُلم أية من الشرائح”.
وأضاف بركات في خطابه: “رسمنا رؤيا وطريقًا، وبرهنّا أنّ الإمكانية الهائلة للقدس بدأت بالتجلّي. يمكن قيادة المدينة دون إبقاء أيّ قطاع في الخلف. بالنسبة لي، القدس هي مهمّة حياتي. أثبتنا أنه يمكن تحويل القدس إلى مكان جذّاب”.
في السنوات الأخيرة، بدأت القدس تصبح أكثر ليبراليةً، وخشي كثيرون من أن يؤدي فوز موشيه ليئون برئاسة البلدية إلى إعادة المدينة إلى الوراء كما يريد الحاريديون، وأن تكون القدس مدينة معزولة، منغلقة، ومحافظة.
ولم يجرِ التركيز في إسرائيل على فوز بركات فقط، بل أيضًا على إخفاق رئيس إسرائيل بيتنا، أفيغدور ليبرمان، ورئيس حركة شاس، أرييه درعي، اللذَين حاولا دعم بديل محافظ أكثر للمدينة ودعما المرشَّح موشيه ليئون.
خلال الحملة، ركّز ليبرمان ودرعي على الأحياء الحاريدية والأحياء الفقيرة في المدينة، حيث حوّلا ليئون إلى شرقي عزيز، “أحد رجالنا”، مقابل الشكنازي المنعزل الجالس في ميدان سفرا (بركات). لكنّ محاولة العزف على وتر الطائفية لم تُقنع المقدسيين.
وقال رئيس إسرائيل بيتنا، إثر إعلان النتائج: “40% دعم (لموشيه ليئون) هو إنجاز هائل”. لكنّ ليبرمان يعرف الآن أنه ليس بإمكانه أن يقود ويؤثر في القدس كما كان يخطّط. من جهته، قال ليئون: “ثلاثة أشهر ونحن في حملة طويلة كان هدفها الإحسان إلى سكّان القدس”، وهو سيعود الآن إلى جفعتايم بعد الخسارة.
وأشار محلّلون في إسرائيل إلى أنّ النتائج تظهر أنّ ثمة خيبة أمل من أداء بركات أكثر بكثير ممّا توقّع، رغم الانتصار، والآن سيُضطرّ إلى العمل بجدّ والتعلّم من أخطائه.
أمّا المشكلة الأخرى التي سيُضطرّ بركات إلى التعايش معها فهي تشكيلة المجلس البلدي الجديد، إذ يبدو أنّ الأحزاب الحاريدية قد زادت قوتّها. كذلك، يبدو أنّ حزب الناشط اليميني أرييه كينغ، “قدس موحّدة”، سيكون في المجلس البلدي إلى جانب الليكود، ما يمكن أن يصعّب اتخاذ إجراءات مختلفة.