من الكعب العالي إلى ملامسة الخضر- الفتاوى الخاصة بالنساء في الإسلام لم تكن أبدا محط توافق، إنما هي محط اختلاف بين رجال الدين والعلمانيين، وحتى بين رجال الدين المتشددين وأولئك المعتدلين. ويشهد هذا المجال من الافتاء طيفا واسعا، وهو في طرف واحد ينظم حياة المرأة في المجتمع الإسلامي وخارجه، وفي الطرف الآخر يتحكم بها إلى درجة تغيظ المنظمات النسائية.
لكن الواضح في هذا الاجتهاد هو أهمية “وقاية” المرأة من الرغبة الجنسية.
فلا شك في أن الفتاوى الخاصة بالنساء تدور حول محور الجنس، أي أن لا تثار لديهن الشهوة الجنسية من جهة، وأن لا يثرن الشهوة الجنسية لدى الرجال. وتعكس الفتاوى الخاصة بالنساء أن هاجس رجال الدين الأكبر هو كيفية كبت المرأة من “شبح” الشهوة الجنسية وما يمكن أن يسببه من إثم وفساد.
والمحصلة أن كثيرا من الفتاوى الصادرة تتضارب مع حقوق المرأة المتعلقة بحريتها وبجسدها.
إليكم فتاوى تخص النساء وتهدف بالأساس إلى وقاية المرأة والمجتمع من خطر “الشهوة الجنسية”:
– عن دار الافتاء الفلسطينية، “يصح للمرأة أن تلبس البنطال في البيت أمام المحارم بشروط منها: أن يكون البنطال واسعا غير ضيق، لا يصف ولا يشف، ولا يجسد، ولا يبرز المفاتن، ولا يثير الشهوة”.
– عن دار الافتاء الفلسطينية، ورد في جواب لامرأة متزوجة سألت إن كانت تستطيع صبغ بعض خصلات شعرها- ” لا مانع شرعًا من ذلك، بشرط أن لا يكون فعلك تقليدًا أو تَشَبُّهًا بأهل الكفر أو الفجور والعياذ بالله”، وأيضا “احرصي على إبداء الزينة لزوجك فقط”.
– في العام الماضي، حرّمت دار الإفتاء المصرية، المحادثات الإلكترونية “Chat”، بين رجل ومرأة، إلا لما هو ضروري، مبررة ذلك بأنها “فتح لأبواب العبث والشر، ومدخل من مداخل الشيطان وذريعة للفتنة والفساد”. بكلمات أخرى أن تتطور المكالمات إلى مكلمات ذات طابع جنسي.
– أفتى أحد المشايخ المسلمين أنه يجب على المرأة التخلي عن ملابسها الضيقة، وعدم ارتدائها حتى أمام إخوتها وأولادها، لما فيها من إثارة قد تشعل رغباتهم الجنسية. وأفتى آخر بعدم جواز المرأة لبس الكعب العالي خارج المنزل، وحصر ذلك إلى نطاق بيتها وأمام زوجها. كذلك الأمر بالنسبة لكل ما يجلب الانتباه إليها من مكياج وعطر.
– من الفتاوى الغربية التي تداولتها المواقع على الإنترنت، تلك التي تُحّرم على النساء ملامسة الخضر والفاكهة التي تشابه شكل العضو الذكري، مثل الموز والخيار والكوسى. والسبب أنها قد تثيرهن جنسياً.