في الأيّام القريبة، لن يفوّت كلّ من سيزور إسرائيل أجواء العيد. وفي العيد، يضع الفتيان والفتيات أكاليل من الزّهور ويتجوّلون مع سلال من القشّ مملوءة بالأزهار والخضراوات والسّنابل، ويرتدي الرجال والنساءً اللون الأبيض، وتتردد أصوات الصلاة طيلة الليلة من الكُنُس والمعابد وتتوفر وجبات غنيّة بمنتوجات الألبان في كلّ بيت.
يُحتفل بعيد الحصاد بعد مرور سبعة أسابيع من عيد الفصح (ومن هنا جاءت التّسمية وهي أسابيع أي “شافوعوت” بالعبرية)، والّذي يشير إلى عدّة أمور. أوّلًا، تحتفل الفئة المتديّنة بنزول التّوراة، وهذا حسب ما جاء في الدّين اليهوديّ، ففي هذا اليوم تلقّى اليهود توراتهم من الله عن طريق النّبي موسى، عليه السّلام.
إضافة إلى هذا، يُطلق على هذا العيد اسم “عيد الحصاد” أيضًا والّذي يُحتَفَل فيه دومًا في بدايات الصّيف وعندها يحصد الفلّاحون السّنابل وبقيّة المزروعات الّتي نضجت خلال فصل الرّبيع. وعندما كان المعبد قائمًا، كان يحج كلّ فلّاح إلى القدس ويقدم “باكورة ثمار الموسم”، والحديث عن المحاصيل الأولى (الخضراوات، سيقان القمح، النّبيذ، والحليب) إلى الكهنة ومرافقيهم (الأشخاص الّذين يخدمون بيت المقدّس). منذ خراب بيت المقدّس الأوّل، من المتّبع إعطاء حصّة من المحاصيل للفقراء والمحتاجين.
كما في عيديّ الفصح والعُرش، فإن إحدى “العادات” المتبعة في عيد الحصاد هي الحجّ إلى القدس، وهو عيد يدمج ما بين الاحتفالات الدّينية والزراعية. ولكن بسبب طبيعته، فهو محبّبًا أيضًا لدى الفئة العلمانيّة في إسرائيل.
خلال سنوات مضت، احتفلت البلدات التّعاونيّة والزّراعيّة به عن طريق مهرجانات ضخمة، عُرض فيها الأطفال الجُدد الّذين ولِدوا مؤخرًا وأصبحوا جزءًا من المجتمع خلال السّنة الأخيرة. وعرضت المتاجر أيضًا النتاج الزّراعيّ إضافة إلى العجول والحِمْلان الجُدد الّذين ولِدوا في السّنة الأخيرة.
أحد المميّزات البارزة لهذا العيد هو تناول الحليب والجبن على أنواعهما، وهذه هي إحدى الوجبات المتّبعة والّتي لا يُستحب أكل اللحوم معها، ولكن يتم تناول أنواع عديدة من الجبن مع الطّعام المطبوخ والخبز المعدّ من الألبان والجبن مثل: الفطائر، المعكرونة إضافة إلى كعكة الجبن.
ثمة عادة جميلة أيضًا في هذا العيد وهي ارتداء الأبيض، والّذي يمثّل الطّهارة والتّجديد وأيضًا وضع أكاليل من أزهار الموسم الإسرائيلية. هذه الفترة، تعدّ موسمًا للزّواج ففيها يتزوّج العديد من النّاس وهذا يتلاءم مع طبيعة البياض الّذي يمتاز به العيد.
في ليلة العيد، من المتّبع قراءة “سفر راعوث” وفيه يتحدّث عن راعوث الموآبية الّتي تهوّدت وتزوّجت وبعدها انتقلت إلى إسرائيل. وكان العيد في السّابق عيدًا دينيًّا فقط، أما اليوم فأصبح العيد عيدًا تحتفل فيه الفئة العلمانيّة في إسرائيل أيضًا. وليلة عيد الحصاد هي ليلة تكرّس لأجل تعليم التّوراة، وتدرّس فيها التّعاليم اليهوديّة الّتي تشير إلى اجتماع الملتزمين دينيًّا والغير ملتزمين على تعلّم التّوراة كما اجتمعوا على الشّعر والأدب العبريّ.