على مدى سنوات طويلة، وللمزيد من الدقة 68 عاما، ركّزت وزارة التربية الإسرائيلية على ثقافة يهود أوروبا، وركّز تعليم التاريخ على هولوكوست يهود أوروبا، وتاريخ يهود روسيا. على مدى السنين بدأ يهود البلدان الشرقية بالشكوى من أنّ نصيبهم في تاريخ الشعب الإسرائيلي منسيّ وغير واضح.
عام 1997، نشر الفنان مئير جال صورة تدعى “تسع من بين أربع مائة”، يظهر فيها وهو يمسك بتسعة صفحات من كتاب لتعليم التاريخ والتي خُصّصت ليهود الشرق، في حين أنّ بقية الصفحات مخصّصة ليهود أوروبا. سرعان ما أصبحت الصورة أحد الأعمال الإبداعية الأكثر شهرة في إسرائيل، ورمزًا لنضال الشرقيين للاعتراف، الاندماج والمساواة في المجتمع الإسرائيلي. في مجال الأدب أيضا، فإنّ الأعمال الإبداعية للكتّاب الشرقيين غير مشمولة في الدراسات الإلزامية، مقارنة بالكثير من أعمال اليهود “البيض”.
والآن، بعد سنوات طويلة من النقد، تقف وزارة التربية أمام تغيير تاريخي. ستوصي لجنة خاصة لوزارة التربية بإضافة موادّ جديدة، ستُدمج في البرنامج الدراسي لجميع الأعمار، وستعكس ثراء ثقافيا وتاريخ اليهود المهاجرين من البلدان الإسلامية. سيترأس اللجنة الشاعر الشهير اريز بيطون، الذي وُلد في الجزائر لوالدين مغربيين.
قال وزير التربية نفتالي بينيت، الذي دعم هذه الخطوة: “إنها خطوة تاريخية، نحن نُصلح اليوم ظلم دام لسنوات. إنّ ثراء الثقافة الشرقية هو هدية لم ينجح الجهاز التربوي بالتمتع ببهائها حتى اليوم، وكما يبدو فلا زلنا لا نعلم ما الذي لا نعرفه عن هذه الثقافة الرائعة. إنّ دولة إسرائيل، والتي هي جمع شمل من جميع أنحاء العالم، بحاجة إلى أن تعيش هذا الثراء الثقافي بدلا من أن تحدّ منه”.