رغم أن موجة العُنف الحالية وصلت حتى وسط تل أبيب، فإنّ الحالة السياسية لرئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أقوى من أيّ وقت مضى. ليست هناك أية جهة سياسية قوية بما يكفي لتطالب نتنياهو بأخذ المسؤولية عن وفاة 29 مواطنا إسرائيليًّا قُتلوا من قبل فلسطينيين في الأشهر الأربعة الأخيرة.
ويبرز فوق الجميع ضعف رئيس المعارضة الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ. فقد ظهر هرتسوغ أمس في ساحة العملية كما لو كان رئيس الحكومة، مصحوبا بزوجته. وأضاء شمعة تذكارية، معربا عن تعازيه ومتمنيا الشفاء العاجل للجرحى. وقال: “أشد على أيدي القوى الأمنية، شرطة إسرائيل، والشاباك”، من دون أن يوجه أي نقد لحكومة إسرائيل التي قادت إلى مثل هذا الوضع المحزن.
والحقيقة أنّ هرتسوغ، الرجل الذي خطط قبل شهر فقط أن يهزم نتنياهو في الانتخابات، وقال في كل فرصة وكل مكان “سأكون بديلا لحكومة نتنياهو”، لا يُعتبر قائدا إطلاقا. ففي استطلاع أجرته مؤخرا قناة الكنيست الإسرائيلي سُئل فيه من هو السياسي الأكثر ملاءمة ليتعامل مع القضايا الأمنية، 2% فقط أجابوا أنّ هرتسوغ هو الشخص المناسب. وذلك رغم أنّ 66% من المجيبين ليسوا راضين عن أداء نتنياهو.
ورغم ذلك، يظهر رئيس بلدية تل أبيب، رون حولدائي، كبديل لنتنياهو. كان حولدائي الزعيم الأول الذي وصل يوم الجمعة إلى ساحة العملية في تل أبيب، بهدف أن يبدي صلاحيته من أجل تهدئة المواطنين.
وبخلاف هرتسوغ، لم يوفر حولدائي الانتقادات ضدّ نتنياهو حول الطريقة التي يتعامل فيها مع الوضع الأمني. وتجلّى معظم انتقادات حولدائي، الذي يتولى اليوم منصب رئيس بلدية يافا، باتهام نتنياهو تجاه الجمهور العربي في إسرائيل. ففي تصريحات ألقاها صباح هذا اليوم، قال حولدائي: “فشل نتنياهو في توفير الأمن لمواطني إسرائيل. ليست لديه رسالة، إنه يجد شخصا آخر ليتّهمه بالأشياء التي كان بإمكانه القيام بها خلال السنين”.