غزالة، تقدم نفسها في البداية. هذه هي ترجمة اسمها العبري – ياعيل. بحسب ادعائها، فهي تعرف جيدا خالد ومحمد مخامرة، وأيضا أمهاتهما وآبائهما. في سن 16 وجدت الفتاة اليهودية المتدينة نفسها في قرية يطا، في منزل عبد الله مخامرة، قريب عائلة خالد ومحمد، وهي حامل بجنين منه.
هذه القصة الجنونية، إذا حدثت كما تقصها حقا، لم يكن يفترض أن تصير كذلك. قبل عامين من ذلك كانت تعيش ياعيل مع أسرتها وكالعديد من الفتيات الحاريديات أرسلها أهلها إلى البلاد للتعلم في مؤسسات التعليم اليهودية الدينية ولتتعرف على عريس يهودي.
بعد مرور ستة أسابيع، وجدت الفتاة اليهودية ذات الستة عشر ربيعا نفسها في منزل في قرية يطا، حاملا من الشاب والذي اتضح لاحقا أنّ اسمه الحقيقي ليس نتانئيل وإنما عبد الله، عمّ خالد ومحمد مخامرة
لقد تعلمت في مدرسة دينية للبنات في القدس، وكان يُفترض أن يسير كل شيء وفقا للخطة. في البقالة القريبة من المدرسة كان يعمل شاب من حلقة دينية، واسمه نتانئيل. لقد كانت تلتقي به في كل مرة كانت تصل إلى البقالة لشراء الحاجيات منها لها ولصديقاتها.
في إحدى زياراتها إلى البقالة توجه إليها الشاب نتانئيل، الذي كان يرتدي لباس حاريديا كليا وهي: السوالف، القلنسوة، والبدلة السوداء. لقد أثنى على جمالها وتمنى أن يجمع الله بينهما. وقد فُتنت ياعيل به.
عندما جاء والدها من إسبانيا لزيارتها، ذهبا معا إلى البقالة، وهناك التقيا بنتانئيل الذي طلب الحديث مع والدها على انفراد وعندها طلب يدها ووافق والدها على الالتقاء بأسرته من أجل الاتفاق معهم على شؤون الزفاف.
يُعرف أبناء عشيرة مخامرة في منطقة يطا باعتبارهم “اليهود”
عندما ذهب والدها، طلب نتانئيل منها الالتقاء بها لوحدهما من أجل التعرف عليها، وقد وافقت. بعد مرور ستة أسابيع، وجدت الفتاة اليهودية ذات الستة عشر ربيعا نفسها في منزله الواقع في قرية يطا، حاملا من الشاب والذي اتضح لاحقا أنّ اسمه الحقيقي ليس نتانئيل وإنما عبد الله، عمّ خالد ومحمد مخامرة وكان اللباس اليهودي الذي يرتديه هو بمثابة زي تنكّر كان يرتديه عند خروجه للعمل.
وفي محاولة لفحص مصداقية القصة توجهت جهات في الإعلام الإسرائيلي إلى أشخاص من عشيرة مخامرة. ادعى أحدهم أنّ عبد الله كان فعلا متزوجا من يهودية اسمها غزالة في الماضي، ولكن لا تربطه قرابة من الدرجة الأولى بخالد ومحمد.
“لقد أعادتني عملية سارونا إلى ماض من 14 عاما”، كما كتبت ياعيل في الأيام الأخيرة في منشور في فيس بوك تحدثت فيه عن ذلك علنا للمرة الأولى. كانت لأربع سنوات كما تقول في منزل الأسرة في قرية يطا، ولدتْ طفلين وكان عبد الله والدهما، والذي عاملها معاملة عنيفة يوميا حتى نجحت في الهروب.
قبل نحو عقد تركوا ثلاثة من أبناء قرية يطا ومن ثم اعتنقوا اليهودية وانتقلوا للعيش في بيئة يهودية دينية.
ثمة علاقات أخرى بين عشيرة مخامرة واليهودية. من اسم العشيرة يمكن ملاحظة علاقتها بالخمر – ذي دور هام في التعاليم اليهودية، ولكنه محظور في الإسلام، ويُعرف أبناؤها في منطقة يطا باعتبارهم “اليهود”. وجد الباحثون أنّ كبار السن في العشيرة قد اعتادوا على إشعال ثمانية شموع في عيد التدشين – تماما كما يفعل اليهود، وأنّ كبيرات السن في العشيرة كنّ يُشعلنَ خفية الشموع في أمسيات الجمعة، كما هي عادة إشعال الشموع مساء السبت في اليهودية.
ولكن العائلة اندمجت اليوم في بيئتها الإسلامية، فيما عدا بعض الحالات الاستثنائية. قبل نحو عقد قرر ثلاثة من أبناء العشيرة العودة إلى جذورهم اليهودية. لقد تركوا القرية، ومن ثم اعتنقوا اليهودية وانتقلوا للعيش في بيئة يهودية دينية.