ينتشر في هذه الأيام في إسرائيل خبز المصة، واحد من رموز عيد الفصح اليهودي، وهو الخبز الذي لم يخمر وقت خروج اليهود من مصر زمن الفراعنة، وما زال اليهود يحضرونه خلال عيد الفصح لذكرى خروجهم من “العبودية إلى الحرية”- ينتشر في الأسواق الإسرائيلية عشية عيد الفصح، ليحل مكان الخبز المصنوع بالخميرة حيث يمتنع اليهود عن استهلاكه.
ومن “الأعراض الجانبية” للعيد اليهودي الأكثر شعبية في اسرائيل، الذي يحل السنة في إسرائيل مطلع شهر نيسان/ أبريل، هو كيف تتصرف الأقلية العربية خلاله؟ طبعا لا يطرأ كثير على حياتهم، إنما يتغير قليل مذاقهم. فخلال عيد الفصح تحرص المتاجر اليهودية من جهة على إخلاء الرفوف من الخبز المصنوع بالخميرة، وكذلك من المنتجات التي تصنع بالخميرة، أو ما يسميها اليهود “حاميتس”، ومن جهة أخرى تعرض تنزيلات كبيرة على البضائع.
ومن هذه الأعراض الجانبية أنه مع مرور الزمن نشأت علاقة مثيرة بين خبز المصة التي تعرض في الحوانيت والسوبر ماركات الإسرائيلية وبين العرب، الذين أصبحوا يستهلكون هذا النوع من الخبز بكثرة وتجد أن نسبة شراء المصة لدى العرب تساوي تلك لدى اليهود.
ولا يقتصر تفاعل العرب مع عيد الفصح على المصة، فكثيرون منهم يقصدون المتاجر بهدف “استغلال” التنزيلات المعروضة على البضائع في إسرائيل بأنواعها كافة.
وإن كان الفصح، الذي يبدأ بمأدبة عائلية تقليدية ويستمر أسبوعا، بالنسبة لليهود، “عيد الحرية”، فهو للعرب عيد “تغيير المذاق”. فهو فرصة بالنسبة لهم لترك رغيف الخبز العربي والصاج وغيره من أنواع الخبز المتوفرة في الدكاكين العربية، وتذوّق خبز غير عادي. يجدر الذكر أن الخبز المصنوع بالخميرة يبقى على رفوف الدكاكين عند العرب لكن بيوتهم تمتلئ بالمصة إلى جانب الرغيف.