بداية، نروي نكتة
تتحدث حماة مع صديقتها عن صهرها قائلة: “لن تصدقي كم هو صهر رائع. فهو يساعد ابنتي في الطبخ، المشتريات، ترتيب البيت، وحتى في الغسيل! ولكن كنتي غريبة الأطوار. فهي تطلب من ابني أن يشتري أغراض البيت، يطبخ، يرتب المنزل، ويعلق الغسيل! يا لها من كنة مجنونة!”
ما هي طبيعة العلاقات بين الكنة والحماة؟
تثور الكثير من المشاعر عندما تلتقي الحماة والكنة. أولا، يثير هذا اللقاء توقعات كثيرة. فيتخيل الكثير من الحموات أن الكنة هي امرأة رائعة، جيدة، موهوبة، حساسة، محبوبة، مثالية كابنائها.
ولكن تكمن المشكلة في أن هناك فارق بين ما تتوقعه الحماة وبين الكنة عمليا. فالكنة هي امرأة رائعة وجيدة، لديها حسنات وسيئات كسائر البشر.
ثانيًا، في بداية الحياة الزوجية تريد المرأة الحديثة أن يكون زوجها ملكها فقط. ولكن عندما تشعر بأن زوجها مرتبط بأمه تبدأ بمواجهة صعوبات. وقد تثير هذه الحقيقة انتقادات ومشاعر سلبية من الكنة تجاه الحماة.
وبشكل عام، يثير اللقاء بين الحماة والكنة توترا كبيرا. لقد ربت الحماة ابنها بإخلاص طيلة سنوات، استثمرت في تربيته أفضل سنوات حياتها، وفجأة يصبح هذا الابن ملكا لزوجته. عندها تشعر الأم (الحماة) أنها لم تعد تحتل المرتبة الأولى والمميزة. لهذا توجه الحماة أحيانا انتقادات كثيرة للكنة.
ولكن لا توجه الحماة الانتقادات للكنة فحسب، بل توجهها الكنة للحماة أيضا. عندما يصعب على الكنة أن تفهم حماتها، أو عندما تكون مشغولة بالمقارنة بين والدتها “الرائعة” وبين حماتها “غير اللطيفة” قد تؤدي هذه المقارنة إلى توتر العلاقات.
علاقات إشكالية منذ البداية
هل هناك احتمال بأن تعيش الكنة والحماة معا بسعادة أو على الأقل أن تحافظا على علاقة خالية من المشاكل والغضب؟ يتضح من كتاب صدر في بريطانيا في عام 2009، للخبيرة النفسية، دكتور توري أبتر (Terri Apter) يدعى What do you want from me ? How to get on with in- Laws (ما الذي تريدينه مني؟ كيف يمكن أن تتعاملي مع زوج بنتك أو زوجة ابنك”)، أن الإجابة سلبية!
كان استنتاج الباحثة النهائي هو أنه دون العلاقة بين الجهود المستثمرة في العلاقة بين الكنة والحماة، فمن المرجح أن تشعر الكنة والحماة بتوتر، قد يؤثر في العلاقات الزوجية أيضا.
وفق الكتاب، يتضح أن المشاكِل تعود إلى نظرة الحماة إلى الخلية العائلية الجديدة التي كوّنها ابنها. إن القول السائد إن الأولاد يبتعدون عن ذويهم البالغين ليس صحيحا بالضرورة.
وتشير دكتور أبتر إلى أن تأثير الوالدين على أولادهم بعد الزواج، هام أيضا، لهذا يظل تأثيرهم في الخلية العائلية الجديدة كبيرا جدا. ويعود سبب التوتر إلى عدم تلبية التوقعات المتبادلة بين الحماة والكنة، لا سيّما بسبب الخوف من أن تؤثر إحداهما في الأخرى في علاقتيهما مع الابن أو الزوج.
هل يمكن التغلب على التوترات؟
https://www.facebook.com/OnEntertainment.eg/videos/1566309286712531/
نقدم بعض النصائح للكنة
يمكن التعامل ولو قليلا مع العلاقة الإشكالية. يتعين على الكنة أن تفهم أن الحماة قد ربت ابنها واهتمت به معظم أيام حياته تقريبا. من الممتع دائما أن تتلقى الحماة تهنئة ومديحا في أعياد الميلاد والزواج، وأن تكون على علاقة متواصلة مع حماتها، وأن تتحدث معها هاتفيا مرة في الأسبوع أو ترسل لها رسالة نصية قصيرة. عندما تحل الكنة ضيفة لدى حماتها، يستحسن أن تقترح عليها المساعدة، تغسل الأواني، تقدم الأطعمة، وأن تتمتع بالجو العائلي. يمكن أن تعزز الكنة العلاقة بين الابن ووالدته. تفهم الكنة الذكية أنه يستحسن تعزيز هذه العلاقة ومنحها أهمية عائلية، بدلا من الحد منها.
نقدم بعض النصائح للحماة
لا تحب الكنة سماع الملاحظات، لأنها تمس بها وتشعرها بالضعف. في المقابل، تحتاج الكنة إلى دعم الحماة.
يحظر على الحماة أن تقول أقوالا سيئة عن كنتها إذا كانت تريد أن يعيش ابنها وزوجته حياة سعيدة.
يستحسن عدم المقارنة بين كنة وأخرى. وأكثر من ذلك، لا تقارن الحماة الذكية بين كنتها وابنتها. لأن هذه المقارنة قد تلحق ضررا.
وتهتم الحماة الذكية بكنتها دون أن تتدخل في حياة الزوجين. فعندما يزور الابن وزوجته والدته، يتعين على الحماة الذكية أن تستقبلهما بمحبة كبيرة. كذلك عندما تزور الحماة ابنها وزوجته عليها أن تمدح كنتها بسبب الأطعمة التي تطبخها واعتنائها بالمنزل.
يشكل الاحترام المتبادَل علامة أولى للعلاقات السليمة بين الحماة والكنة.