يبدو أن الرِهان على عودة المياه إلى مجاريها فيما يتعلق بالعلاقات المصرية – القطرية كان مبكرا، حيث أن تفجر العلاقات بين ليلة وضحاها بين الطرفين، على خلفية الأزمة الليبية، تؤكد عمق الخلاف وعدم الثقة الذي يسود بين النظامين الحاليين في القاهرة والدوحة. وقد يكون استدعاء قطر لسفيرها في القاهرة للتشاور بعد اتهام مصر لقطر بأنها دولة “شاذة” وتدعم الإرهاب، مفاجئا لكثيرين، لكن ملامحه بدأت في المعركة الإعلامية المتواصلة بين “الجزيرة” الإعلام المصري الرسمي.
https://www.youtube.com/watch?v=ZwOARtipfu8
رسميا، نشب الخلاف بين مصر وقطر في الجامعة العربية حين صرّح السفير المصري طارق عادل أن التحفظ القطري على الإجماع العربي المساند لحق مصر في الدفاع عن مواطنيها “ليس مستغربا حيث يؤكد مرة أخرى خروج قطر عن الإجماع العربي.. فإنه بات واضحا أن قطر كشفت عن موقفها الداعم للإرهاب”، وعلى هذا علّق السفير القطري سعد بن علي المهندي واصفا الموقف القطري بأنه “موتور” وقد “جانبه الصواب والحكمة”.
https://www.youtube.com/watch?v=EM_cVQPCqmY
وطفت ملامح الخلاف على السطح عبر التغطية الإعلامية في قطر ومصر، فالقناة القطرية “الجزيرة” شدّدت في تقاريرها الصحفية على سقوط عشرات المدنيين في ليبيا بينهم أطفال، في الغارات المصرية الموجهة إلى تنظيم الدولة الإسلامية، مقترحة كذلك أن مصر تقوم بتصدير مشاكلها الخارجية عبر انشغالها في الأزمة الليبية.
وكانت الجزيرة قد زادت من وتيرة انتقادها للإعلام المصري قائلة إن “حديث الحرب” و “الثأر” يسيطر على برامج الفضائيات المصرية، ومسلطة الضوء على “أقطاب” الإعلامي الرسمي، أحمد موسي، وعمرو أديب، ووائل الإبراشي، الذين أبدوا كثيرا من الحماسة والتحريض على ذهاب مصر إلى حرب خارجية، حتى أن واحدا صرح أن مصر “ستعدم بلدانا كاملة”.
وأثارت صور “الجزيرة” لأطفال زعمت أنهم ليبيون أبرياء قتلوا جرّاء الغارات المصرية في ليبيا، غيظ الإعلام المصري الذي اتهم الجزيرة بأنها تنشر صورا قديمة لأطفال قتلى، وأنها “لا تزال مضللة ومشاركة في الجرائم الإرهابية ضد مصر”.
وذهب الإعلام المصري إلى أبعد حد لكي يثبت أن علاقة الجزيرة بالمنظمات الإرهابية، وكان أبدعهم الإعلامي مصطفي شردي الذي اقترح أن ثمة تشابه كبير بين شعار قناة الجزيرة، وقناة الحياة التي أذاعت عملية ذبح الـ21 مصرياً في ليبيا على يد تنظيم “داعش”.