اعتقدت إسرائيل أن فتح الحرم القدسي الشريف والمسجد الأقصى يوم الأحد الماضي ظهرا، سيؤدي إلى نهاية الاحتجاجات الفلسطينية، وعودة الحياة إلى مسارها الطبيعي، بعد العملية التي أسفرت عن مقتل شرطيين إسرائيليية درزيين على يد فلسطينيين يحملون الجنسيّة الإسرائيلية. ولكن مارست جهات في المنظومة الأمنية ضغطا على نتنياهو لإبقاء المسجد الأقصى مغلقا، والسماح للشرطة بإخلاء الموقع خوفا من وجود أسلحة أخرى. إلا أن نتنياهو، وفق أقوال تلك الجهات، قد سعى لفتحه.
وأوضحت جهات إسرائيلية أن نتنياهو قرر فتح المسجد الأقصى في ظل الضغط الذي مارسه ملك الأردن. وكشف موقع الإنترنت “إيلاف” أن السعودية مارست ضغطا أيضا بوساطة أمريكية.
وقالت مصادر أخرى لموقع “المصدر” إن الأردن والسعودية على ما يبدو، عرفا أن إسرائيل ستركب “بوابات إلكترونية” وتُشدد الرقابة الأمنية في الحرم القدسي الشريف، تجنبا لتنفيذ عمليات أخرى.
ولكن منذ فتح المسجد الأقصى يعارض الفلسطينيون الخضوع لتفتيشات أمنية عند دخولهم إليه بحجة أنهم يتعرضون للاحتقار. بالمقابل، أصبح يشهد الموقف العربي تراجعا، وبات علينا الآن مراقبة التطورات. وفي هذه الأثناء، تسعى إسرائيل إلى أن توضح للجمهور العربي قرارها، لذلك جمعت صورا لـ “بوابات إلكترونية” في مساجِد في أنحاء العالم.
هذا وقد أعلنت اليوم صباحا (الثلاثاء) حركة فتح عن إقامة يوم غضب غدا في القدس الشرقية ومدن الضفة الغربية، ويأتي هذا بعد الاشتباكات العنيفة التي حدثت بسبب نصب أجهزة كشف المعادن عند مداخل الحرم القدسي الشريف. بالإضافة إلى ذلك، تقرر أن تُجرى صلوات يوم الجمعة القادم في ميادين المدن الفلسطينية المركزية، وبالمقابل، أن تُجرى خطب الجمعة حول أهمية قضية المسجد الأقصى.
وأصبحت جهات أمنية إسرائيليّة تستعد منذ الآن ليوم الغضب الذي سيُصادف غدا، الأربعاء ولصلوات يوم الجمعة، لا سيّما في القدس الشرقية ومدن الضفة الغربية. هناك قلق كبير في المنظومة الأمنية الإسرائيلية من اندلاع اشتباكات عنيفة ومواجهات مع المصلين وتنفيذ عمليات من قبل أفراد من القدس الشرقية.
واستمرت ليلة أمس (الإثنين) حالات الفوضى والعنف في قريتي سلوان والعيساوية في القدس الشرقية. ففي العيساوية، ألقى السكان زجاجات حارقة وأطلقوا النيران على قوات الشرطة وحرس الحدود. وقالت الشرطة أيضا إنها اعتقلت 4 مواطنين من وادي الجوز وصور باهر بتهمة المشاركة في خرق النظام أثناء الليل. وقال الجيش الإسرائيلي إنه خلال الليل ألقى السكان في مخيم الجلزون الحجارة على قواته عندما كانوا يجرون حملة اعتقالات في المخيم.
وتطرق أمسر (الإثنين) رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إلى الاشتباكات التي اندلعت بسبب طرق الفحص الأمنية الجديدة قائلا: “أفهم أن هناك اشتباكات فيما يتعلق بالبوابات الإلكترونية… ولكننا لا نسمح بأن نتعرض لعملية أخرى، وهناك حاجة إلى اتخاذ هذه التدابير وكذلك إلى نصب كاميرات خارج باحة الحرم القدسي الشريف قريبا”.