بدأت مزرعة التماسيح في بتسيئيل، وهي بلدة في منطقة الغور في إسرائيل، كمعلم سياحي. في سنوات التسعينيات مُنحت بعض التماسيح الصغيرة للمجلس الإقليمي كهدية، وأصبحت المزرعة مركز زوار لطيف لجميع أفراد الأسرة. ومع السنين ازداد تعداد التماسيح ووصل اليوم إلى ألف تمساح بالغ، تم فقدان السيطرة عليها، وهي تشكل خطرا على سكان المنطقة.
قبل عامين ونصف هرب 70 تمساحا من المزرعة وعمل المجلس ليومين من أجل العثور عليها وإعادتها. فضلًا عن ذلك، تم العثور على تمساح في قرية العوجة على بعد 10 كيلومترات من بتسيئيل. حيث تمّت سرقته كما يبدو من قبل أحد العمال الفلسطينيين. قام بتربيته حتى أصبح بالغا – وخطيرا – وحينها قام بالقضاء عليه.
عُثر مؤخرا على ثلاثة تماسيح في حمّام، في منزل خاص بمدينة بني براك وسط إسرائيل. وجاء في التحقيق مع مالكي المنزل أنّهم قفزوا من فوق السياج وسرقوا التماسيح في الليل من مزرعة التماسيح.
ويحاول رئيس المجلس الإقليمي غور الأردن في الأشهر الأخيرة نقل التماسيح من أراضي المجلس ولكن دون نجاح، لأنّه ليست هناك أي جهة مستعدّة لتحمّل مسؤوليّتها. وكملاذ أخير وبعد الاتفاق مع الإدارة المدنية أُصدِر قبل نحو عام أمر بإغلاق المزرعة ولكنه لم يحظ بأيّة استجابة من السلطات المسؤولة.
حسب كلامه، فقد التزمت الإدارة المدنية بإغلاق المزرعة وإخلاء التماسيح، ولكنها لا تقوم بذلك. “نشأ وضع منافٍ للمنطق بحسبه نحن في الواقع عالقون مع أكثر من ألف تمساح والتي تضع كلّ عام أكثر من 600 بيضة”. يمكن لأنثى التمساح أن تنجب 35 مولودا وبخلاف الطبيعة – في ظروف المزرعة المريحة – يبقى معظمها على قيد الحياة، وبالتالي فإن معدل نمو التماسيح يتزايد بسرعة.
قالت وحدة تنسيق أعمال الحكومة في الأراضي المحتلة كردّ على ذلك، إنّ الإدارة المدنية تعمل بالتعاون مع سلطة الطبيعة والحدائق الوطنية، وتجري في هذه الأيام جهود لتحديد مكان بديل ليتم نقل التماسيح البالغة إليه، والموجودة اليوم في المزرعة في بتسيئيل. وفي إطار معالجة هذه القضية، تمّ نقل جميع التماسيح الصغيرة التي فقّست في الأشهر الأخيرة من مزرعة بتسيئيل إلى مزرعة في العربة. بالإضافة إلى ذلك، اتُّخذت خطوات لمنع هروب التماسيح، بما في ذلك المزيد من الحماية، بناء الأسوار وتقليص البرك.