قبل مجرّد أسبوع، بعد انتصار هامّ آخر لمكابي تل أبيب (على مكابي حيفا)، كان هناك مَن حدّد مصير دوري الدرجة العُليا، مدّعين أنه رغم مرور نصف الموسم فقط، فقد تحدّدت هوية البطل. لكنّ الجولة الأخيرة أعادت خلط الأوراق؟ فقد أحرز هبوعيل بئر السبع انتصارًا حاسمًا على متذيّل الترتيب، بني يهودا، خلال الوقت بدل الضائع؛ في نفس الوقت، خسر مكابي تل أبيب للمرة منذ 9 مباريات (وبعد 8 انتصارات متتالية!)، ليتقلّص الفارق في القمّة إلى 3 نقاط فقط. ما زال كلّ شيء مفتوحًا، وهناك الكثير من الإثارة في القاع أيضًا.
نبدأ مع أميرة النقب – أو ربما ملكة الصحراء – التي وصلت إلى مباراة خارجية في ملعب بلومفيلد، لمواجهة بني يهودا. في المباراة الماضية بين الفريقَين، تأخر فريق بئر السبع في وقت باكرٍ، لكنه بالكاد نجح في التعويض. هذه المرة أيضًا، سجّل بني يهودا وتقدّم في الدقيقة 47. حتّى الدقيقة 90، كان يبدو أنّ الحُمر من الجنوب سيخسرون مجدّدًا، وإذا بماؤور بوزغلو يصحو. تسديدة حرّة لصالح فريقه، ولاعب الوسط الموهوب يتوجّه وبرأسية قويّة يرسل كرةً وجدت طريقها إلى الشباك، أحضرت إلى الذاكرة فنّان الكرات الحرة، دايفيد بيكهام.
ماؤور بوزغلو يديرها بفنيّة عالية:
أيذكّر هذا بهدف بيكهام المذهل؟ الحقيقة أنّ ذلك صعب، ولكنّ الذكريات جميلة دائمًا:
هل بإمكانكم أن تخمّنوا كيف انتهت المباراة؟ واصلت بئر السبع الهجوم في الدقائق القليلة المتبقية، وفي الوقت بدل الضائع، أتت الفرصة الأخيرة. سدّد ماؤور بوزغلو على الجانب الأيمن، تفرّغ للتمرير، ورفع كرةً نحو مركز منطقة الجزاء. حوّل دوفيف جباي، وهو في أفضل أحوال لياقته وكان قد سجّل ثلاثية الأسبوع الماضي أمام هبوعيل تل أبيب، الكرة برأسه إلى الزاوية اليسرى – 2 مقابل 1 وانقلاب رائع، يبقي آمالًا – ولو صغيرة – لأليشع ليفي، المدرّب المتواضع، برفع كأس البطولة.
دوفيف جباي مع الرأسية التي تساوي ثلاث نقاط. وربّما أكثر بكثير…؟
مقابل بئر السبع، تأخر نادي مكابي تل أبيب في هذه الجولة في مباراته الخارجية أمام كريات شمونة. في الدقيقة الرابعة، تحوّلت كرة ضعيفة أعادها نيكولا ميتروفيتس إلى الحارس، خوان بابلو كوليناس، إلى مرتّدة لشخصٍ آخر. ركض باراك بداش بكلّ قوّته، ونجح في أن يسبق لاعبي الدفاع الصُّفر، في إدخال الكُرة إلى تحت القَدَم والقفز بشكلٍ غريب، ليتجاوز كوليناس، لينتهي المطاف بتدحرُج الكرة في الشباك.
ما هذا الخطأ، ميتروفيتس! باراك بداش جاهز ويقفز بأناقة فوق الحارس:
صحيح أنّ لاعبي مكابي حاولوا الخروج من الوضع الذي وجدوا أنفسهم فيه، ولكن عبثًا. في الدقيقة 24، أظهر لوح النتائج 2:0 لصالح الفريق الشمالي، بعد أن رفع أحمد عابد كرة من الطرف، ليسدّدها الليثواني الموهوب، بانكا، الذي أسكنها الشباك بتسديدة قويّة. لكنّ هذه لم تكن النهاية. فقد كان بانكا شريكًا في لعبة مثيرة للاهتمام في كرة حرة من اليسار، في الدقيقة 69. بدل التسديد إلى الشباك أو رفع كرة إلى منطقة الجزاء، مرّر بداش كرةً قصيرة إلى دافيد مانجا، الذي تجاوز الحائط الدفاعي من الجانب البعيد عن المرمى، ليمرّر كرة إلى بانكا. لم يرتبك الليثواني، تركها لبداش الذي دخل منطقة الجزاء، سدّد عن قُرب، وكاد يمزّق الشباك – تقدّم بثلاثة مقابل صفر على البطل! لكنّ عيران زهافي سجّل هدفًا قلّص الفارق، لكنه لم يكن كافيًا.
وعدناكم بكرةٍ حرّة مثيرة أخرى. صحيح أنها ليست تسديدة مباشرة،، لكنها بالتأكيد عمل فني:
هل تساءلتم من أينَ جاءت الفكرة؟ ربّما يعود الفضل إلى مُنتخب السويد في مونديال 1994:
وإذا كانت الأمور قد بقيت مفتوحة في القمّة بفضل النتائج في هذه الجولة، فإنّ كلّ شيء محتدم في القاع. خسر بني يهودا فوزًا مضمونًا، وكذلك رمات هشارون، الذي خسر أمام أشدود. أمّا مَن انتهز الهزائم لتجاوز الخطّ الأحمر فكان فريق مكابي بيتح تكفا، الذي حلّ ضيفًا على هبوعيل عكّا. منذ البداية، كان واضحًا أنّ المنافسة ستكون من جانب واحد، لأنّ مروان كبها سجّل لصالح بيتح تكفا منذ الدقيقة من المباراة! أنهى هدفان آخران القصّة، و3 مقابل 1 في النهاية للفريق الذي عاد هذا الموسم من الدرجة الثانية، ولم يُرِد الهبوط مرة أخرى.
مروان كبهت من بيتح تكفا يمرّر كرة دقيقة إلى الزاوية بعد دقيقة واحدة – يستحقّ تحيّة!