نُشرت قصة استثنائية لعائلة مزعل من كيبوتس (القرية التعاونية) “إيلون” اليوم صباحا في صحيفة “يديعوت أحرونوت” وأثارت أملا وحماسا في قلوب إسرائيليين كثيرين. يوم الجمعة الماضي، أصبح محمود وهديل وأولادهما الثلاثة، يزن، آدم، وأمري، أعضاء في القرية التعاونية.
الكيبوتس أو القرية التعاونية هي استيطان تعاوني إسرائيلي بدأ للمرة الأولى في بداية القرن العشرين. في البداية، كان المبدأ الأساسي الذي تستند إليه القرية التعاونية هو المساواة بين كل الأعضاء ومشاركتهم التامة في مجالي الاقتصاد، والزراعة. ولكن مع مرور الوقت تغير جزئيا طابع هذه القرية التعاونية، إلا أنها ظلت رمزا صهيونيا واضحا وحظيت بصورة نخبوية بين السكان في إسرائيل. تتجسد هذه الصورة بأنه يجب اجتياز لجنة قبول والحصول على مصادقة السكان بهدف العيش في القرية التعاونية.
لذا فإن قصة محمود وهديل استثنائية: فنادرا ما يمكن العثور في إسرائيل على قرية تعاونية يعيش فيها عرب، لا سيما كأعضاء قرية تعاونية متساويين. حظيت العائلة أثناء التصويت الذي جرى يوم الجمعة الماضي في القرية التعاونية “إيلون” بدعم استثنائي من قبل 116 عضوا من بين إجمالي 124 مصوتا.

ينحدر محمود (ابن 49 عاما) وهديل (ابنة 32 عاما) من قرية عرب العرامشة، القريبة من القرية التعاونية. غادر والدا هديل قرية عرب العرامشة قبل ثلاثين عاما، وانتقلا للعيش في الرملة حيث ترعرعت هديل فيها. ولكن عادت هديل إلى القرية بعد أن تزوجت من محمود.
محمود هو من مواليد القرية أيضا ولكنه ليس أول أفراد العائلة الذين يسكنون في القرية التعاونية – ففي مقابلة معه لصحيفة “يديعوت أحرونوت” قال إن والده قد تبنته عائلة في صغره وعاش في قرية تعاونية حتى سن عشر سنوات. في عام 2000، استأجر محمود شقة في القرية التعاونية وعاش فيها فترة معينة. عندما وُلد أطفاله، كان يحلم بالانتقال إلى القرية التعاونية و “العودة إلى نقطة البداية”.
درس محمود وهديل مهنة التمريض وقبل أن يصبحا عضوين في القرية التعاونية أقاما فيها مركز طوارئ يتضمن أطباء، ممرضين لتقديم العلاج في حالات تنفيذ عمليات أو اندلاع حرب. أقامت هديل موقع لعب لقضاء ساعات الفراغ للأطفال وذويهم، وأصبحت هي وزوجها معروفَين في القرية التعاونية الصغيرة التي يصل تعداد سكانها إلى نحو 1000 نسمة.
“نحن نؤمن بالتعايش، ونحب الدفء والمحبة “، قال محمود. “عندما تقول لي عضوة في القرية التعاونية عمرها 90 عاما سأصوت لك بأصابعي العشرة”، فهذا يوضح كثيرا.
بعد التصويت كتب محمود منشورا مؤثرا في صفحته على الفيس بوك، شكر فيه كل من صوت من أجل العائلة، وعبر عن “الدفء والمحبة اللذين لم يحظيا بهما سابقا”. كتب محمود في المنشور: “الصوت الموحد هو المنتصر، يفوز صوت التكتل على صوت التفريق، ويتغلب السلام والأخوة على الحرب، ويمكن العيش معا بهدوء واحترام متبادل. حققت حلما كوني جزءا من عائلة “إيلون”، وأشكر الله على تحقيقه، وعلى كوني جزءا من عائلة جديدة، وإسرائيل هي بلادي، وأنا جزء من هذا الشعب دون شك”.