تشمل الحياة المثالية التي يحلم بها معظم العائلات في العالم العصري منزلا، أطفالا، وعملا مستقرا. ولكن هل تلبية كل هذه الظروف تضمن السعادة؟ هناك عائلات تعتقد أن السعادة تكمن تحديدًا في الانتقال بعيدا عن بلد المنشأ والبيئة المعروفة، دون ضمان دخل مستقر، والتعرض للتحديات والتغييرات الكثيرة. إليكم قصة هذه العائلات.
خرجت عائلة كلف مع أطفالها الثلاثة، وتنزهت في 16 دولة خلال ثلاث سنوات، لا سيما في أمريكا الجنوبية وأسيا. ولكن تحدث الوالد كوبي في مقابلة تلفزيونية إسرائيلية معه أنه يحلم هو وزوجته بالوصول إلى سن التقاعد، التحرر من عبء العمل في السنوات الأخيرة من حياتهم، وتحقيق أحلامهما. “ولكن عرفنا أننا لا نعرف إذا سنظل معافين عندما نكون في سن 60 عاما. لدينا قوة كافية الآن، وهذا هو الوقت المناسب لتحقيق الأحلام”.
“لكن ماذا بالنسبة إلى المدرسة؟“
للوهلة الأولى، يبدو أن الابتعاد عن المدرسة والإطار التعليمي لأشهر وحتى سنوات قدي يضر بتطور الأطفال. ولكن تسعى العائلات الإسرائيليات التي تغادر إسرائيل من أجل الرحلات الطويلة، إلى إقامة مدرسة عائلية صغيرة. يكرس الوالدون ساعات لتعليم أطفالهم المعلومات الأساسية مثل الرياضيات، الإنجليزية، والعبرية. حتى أن جزءا من هذه العائلات يقيم لبضعة أشهر في أماكن معينة وترسل أطفالها إلى مدارس محلية، يتعلم فيها الطلاب اللغة المحلية.
“كيف تحصل العائلات على المال؟“
لا داعي أن تكون هذه العائلات غنية لتمويل رحلة عائلية طويلة وبعيدة عن المنزل والعمل. إذ يمكن السفر إلى أماكن تكون ظروف المعيشة فيها زهيدة، وأرخص من العيش في إسرائيل.
كتبت عائلة كلف عن تجاربها بعد عودتها إلى إسرائيل من رحلة طويلة. أشارت العائلة إلى أن وضعها المالي كان مستقرا وعاديا ولمن يكن جيدا بالضرورة قبل أن تسافر: “لاحظنا أنه كلما ارتفع مستوى الحياة في إسرائيل ازدادات التزاماتنا المالية. عندما حصلنا على علاوة في الأجر، بدلا من أن نشعر أحرار أكثر، شعرنا بتقييد أكبر. بعد أن لاحظنا أن ننتبع نمط حياة “لا يكفي” أوقفنا جنون التبذير، الذي أدى إلى الصراع الاقتصادي المتواصل.
صعوبات في جنة عدن
إحدى التنازلات التي تتخذها العائلات التي تتنزه لتحقيق حلمها هو التخلي عن الخصوصية. في الرحلات الطويلة، تعيش هذه العائلات مع أطفالها في منازل صغيرة وحتى أنها تعيش في الغرفة ذاتها أحيانا. على العائلات التي تتنقل بسيارة تجر منزل متنقل أن تعيش في منزل صغير لفترات ورحلات طويلة.
إضافة إلى هذا لإجراء رحلة مستمرة، لا يمكن غالبا زيارة دولة غربية متطور لأن ظروف العيش فيها باهظة غالبا. تختار هذه العائلات غالبا زيارة دول العالم الثالث، مثل الهند، دول إفريقيا، أو أوروبا الشرقية.
رغم هذا العائلات التي تجري نزهات عائلية لا تندم حتى عندما تتعرض لأزمات وصعوبات. قالت إحدى الأمهات في مقابلة معها: “تكون التجربة غير الناجحة هامة أيضا. نحن لا نقوم بما هو جيد لنا، فالأمور لا تسير هكذا. هذه ليست رحلة استجمامية بل أسلوب حياة مع الكثير من التحديات والمتعة”.
كما وأوضح الأطفال أنهم ليسوا قلقين بسبب ابتعادهن وقتا طويلا عن إسرائيل، عن المدرسة، والأصدقاء: “يمكن العودة دائما إلى الحياة العادية”. وفي هذه الأثناء ما زالت هذه العائلات تتنزه أو تخطط للنزهة القادمة، التي تأخذ فيها أمتعتها على ظهرها، ويشكل العالم الواسع منزلا لها.