يجتمع مرّة كلّ عام على اليخوت في البندقية طهاة مختارون من جميع أنحاء العالم، وعليهم أن يُعدّوا، في مسابقة طهي مرموقة، خلال الإبحار، وجبة مختارة. هذا العام، الطاهي الذي اختير لتمثيل إسرائيل هو الطاهي أحمد سلامة، فلسطيني من القدس الشرقية يبلغ من العمر 24 عامًا، ورغم صغر سنّه فهو رئيس الطبّاخين في مطعم الجورميه في فندق “الملك داود” الفاخر في القدس.
الوجبة التي اختارها للطبخ في المسابقة معبّرة كثيرًا. من بين جميع الأمور، اختار الطاهي سلامة أن يطهو حمامة، رمز السلام، جنبًا إلى جنب مع كريم الجزر بالكراميل وخضروات الربيع. ولكن رغم نواياه الحسنة، ففي نهاية المطاف يتمّ تقديم الحمامة وهي ميّتة، وهي استعارة دقيقة للسلام في هذه الأيام. “حيّة أو ميتة، فالحمامة هي الحمامة”، كما يقول مبرّرًا اختياره.
واجه الطاهي خلال المسابقة الكثير من الصّعاب، بدءًا من صعوبة إيجاد حمامة في سوق البندقية، فهي ليست أكل شعبية كما في القدس الشرقية (في نهاية المطاف أجبر على الاكتفاء بدجاجة صغيرة)، وصولا إلى المرض البحري الذي أصيب به وسط المسابقة، حيث شمل ذلك غثيانًا شديدًا، دوخة، والذي من الواضح جدّا أنّه أضعف قدرته على الطهي والتذوّق.
في نهاية المطاف، لم يفز سلامة للأسف الشديد بالمسابقة، ولكنّه فاز بالجائزة المرموقة لحكام المطاعم. وهو يأمل الآن بالحصول على موافقة لجواز سفر إسرائيلي وجنسية إسرائيلية. وحتى ذلك الحين فسيستمرّ في الطهي لزوّار الفندق الذي تمّ فيه توقيع جميع اتفاقيات السلام والذي يزوره الدبلوماسيّون الذين يصلون إلى إسرائيل من جميع أنحاء العالم.