إحتفل أبناء الطائفة السامرية التي تصف نفسها بانها أصغر طائفة دينية في العالم باختتام عيد الفصح فجر اليوم الأحد بالصعود الى جبل جرزيم.
وقبل حلول ساعات الفجر الأولى بدأ أبناء الطائفة من الذكور من مختلف الأعمار بلباسهم الأبيض التقليدي بالصعود الى قمة جبل جرزيم لأداء طقوس الحج الخاصة بهم تماما كما كانت تؤدى منذ آلاف السنين.
وقبل بزوغ شمس اليوم التي كانت تحجبها الغيوم والضباب ردد أبناء الطائفة السامرية بعد أن أدوا الصلاة في الكنيس تراتيل دينية باللغة العبرية القديمة وهم جلوس على قمة الجبل التي ترتفع 881 مترا عن سطح البحر.
وذكر موقع تابع للطائفة على الانترنت ان “هذا العيد يصادف الرابع عشر من الشهر الأول للسنة العبرية حسب التقويم العبري السامري وهو ذكرى خروج شعب بني إسرائيل من مصر وتحررهم من فرعونها ويطلق عليه عيد قربان الفصح.”
يوضح الموقع أن الطائفة السامرية تحتفل بمجموعة من الأعياد وهي إضافة الى “الفصح” عيد “الفطير” و”الحصاد” و”رأس السنة العبرية” و”الغفران” و”عيد المظال”.
ووقف رجل مسن يحمل ما يقول السامريون إنها أقدم نسخة من التوراة يعود تاريخها الى ما قبل 3635 سنة مكتوبة باللغة العبرية القديمة وموجودة لدى أبناء الطائفة وردد خلفه المصلون ما بدا أنها أدعية بهذه المناسبة.
ويمثل جبل جرزيم الذي يحمل أسماء أخرى منها “الطور” و”البركة” قبلة الطائفة السامرية التي تؤمن بانه مكان مقدس وتقيم طقوسها الدينية عليه كما كانت تقام قبل آلاف السنين.
وكتب الموقع التابع للطائفة ان “أركان الدين السامري هي وحدانية الله الواحد الأحد ونبوة موسى بن عمران كليم الله ورسوله والشريعة المقدسة وخمسة أسفار موسى (التوراة) وقدسية جبل جرزيم قبلة السامريين ومأوى أفئدتهم واليوم الاخر يوم الحساب والعقاب.”
ويبلغ عدد السامريين حسب آخر إحصائية لهم 760 نسمة يسكن نصفهم على قمة جبل جرزيم في نابلس والنصف الأخر في مدينة حولون بالقرب تل أبيب.
وبعد الإستماع الى الموعظة يسير أبناء الطائفة وهم يحملون نسخة التوراة في ممر ضيق قبل أن يقفوا على صخرة في الجبل يؤمن السامريون بان التوراة نزلت عليها.
ويتجه أبناء الطائفة بعد ذلك الى مكان مجاور كتب عليه (مذبح اسحق) بعد خلع أحذيتهم ويجلسون حوله قبل أن تنتهي مراسم الحج.
ويمكن مشاهدة عدد من نساء الطائفة يتبعن الرجال الى قمة الجبل في لباسهن العادي لكن دون أداء الصلاة.
وتقيم الطائفة السامرية على قمة جبل جرزيم متحفا لها يروي حكايتها عبر مجسمات تظهر كيفية احيائهم عددا من شعائرهم الدينية ومن أبرزها الحج إضافة إلى نسخة خطية قديمة من العهد القديم والكثير من الأدوات التي إستخدمتها الطائفة في حياتها اليومية.