تم إلغاء العروض الكبيرة ،من خارج البلاد، التي كان مزمع إقامتها هذا الصيف، الواحدة تلو الأخرى. أبلغت الملاهي الليلية والمطاعم من الجنوب وحتى المركز عن وجود تراجع كبير من ناحية الدخل وماذا حدث للملاهي الليلية؟ يبدو أنه رغم أنها جذابة ورغم وجود جمهور مخلص للملاهي الليلية عادةً، إلا أنه هناك أيضًا يحسون بشكل كبير بتداعيات عملية “الجرف الصامد”.
قطعت حالة الفوضى، السائدة في إسرائيل، على الكثير من الطلاب في إسرائيل عطلتهم الصيفية؛ بسبب القتال في غزة. الملاهي، المخيّمات، شواطئ البحار وبرك السباحة، المراكز التجارية والمطاعم فارغة تمامًا من المشترين والمستجمّين.
طلب الكثير من السياح المتواجدين حاليًا في إسرائيل تقليص مدة إجازتهم ويعملون على ترك البلاد بأقرب وقت ممكن؛ بسبب استمرار إطلاق الصواريخ على مدن المركز والجنوب والشعور الذي يسود في الأيام الأخيرة بوجود حالة من عدم الأمان.
يشتكي أصحاب الفنادق من أن السياح؛ الذين كانوا يقضون إجازتهم في الجنوب، طلبوا الانتقال إلى الشمال – وطلب سياح موجودون في المركز مغادرة البلاد تمامًا. صرح بعض مالكي الفنادق بأن موجة الإلغاء بدأت شيئًا فشيئًا في الأيام الأولى من بدء القتال وتعاظم الأمر في الأسبوعين الأخيرين منذ بدء العملية البرية للجيش الإسرائيلي داخل غزة.
قُدّر حجم الضرر الاقتصادي الذي لحق بالمصانع، التي تقع في المناطق التي تصلها الصواريخ في الأيام العشر الأولى للحرب، (8/7 وحتى 17/7) خلال عملية “الجرف الصامد” بـ 445 مليون شاقل (123 مليون دولار). لحقت أضرار، بمصانع الجنوب بما فيها بلدات محور غزة، بتكلفة 180 مليون شاقل، كذلك بمصانع وسط البلاد حتى منطقة حيفا، وقُدر حجم الأضرار بـ 220 مليون شاقل. هذا ما أظهره استطلاع أجراه قسم الأبحاث الاقتصادية التابع لاتحاد الصناعيين؛ في الأسبوعين الأخيرين، والذي طال مصانع في أرجاء البلاد. ستزداد هذه الأضرار الاقتصادية كلما استمرت الحرب أكثر.
مرت ثلاثة أسابيع منذ أن بدأت عملية الجرف الصامد، ونلاحظ تأثير العملية في الشوارع الفارغة، أرصفة الشوارع المهجورة ليلاً وأيضًا في منصات الدفع في المطاعم والمقاهي، كل تلك الأمور هي من الدلالات الواضحة في مدينة تل أبيب – يافا. قال مالكو مطاعم إن هناك مطاعم كثيرة في المدينة تعيش على حافة أرصدة الائتمان وقريبًا ستقع في مشاكل مع البنوك.
تؤثر حالة الحزن والفقدان السائدة هذه الأيام، بسبب مقتل الجنود، على حالة الأعمال والمشاريع عمومًا. يظهر جليًا؛ تراجع الحركة في الشوارع، مباشرة بعد كل عملية عسكرية يسقط فيها ضحايا.
كذلك تبدو الاستعدادات للتسوّق تحضرًا للعام الدراسي الجديد؛ الذي يأتي في ظل الحرب، أيضًا غير نشطة وأقل مما هو معتاد. يؤجل المستهلكون التسوّق للمدرسة، بسبب الصواريخ وأجواء الحرب، ومن يشتري منهم حاليًا؛ يشتري بشكل قليل. هنالك تراجع بالمبيعات، نتيجة ذلك، في معظم المناطق في البلاد؛ وتحديدًا في الجنوب. يعرف من يعملون بهذا المجال أن الأهل سيأتون بالنهاية في شهر آب، ربما أيضًا يشترون بمبالغ أقل كلفة لأن المتاجر لا تريد أن يبقى لديها فائض من البضائع.
في عالم التلفزيون أيضًا يشعرون بهزة أرضية: تبث القنوات الإسرائيلية على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع كل المستجدات المتعلقة بالحرب وهذا الأمر لا يُساهم في الشعور العام. تُعقد، على سبيل المثال، هذه الأيام جلسات طارئة بين إدارة أكبر القنوات التجارية الربحية في إسرائيل لمنتجي برامج الواقع “الأخ الأكبر” حيث هنالك تفكير بإلغاء عرض واحد من أشهر البرامج في إسرائيل.
تأتي مسألة فكرة إلغاء الموسم الخامس من البرنامج الناجح “الأخ الأكبر” على ضوء الخسائر التي منيت بها إدارة تلفزيون “كيشت” والتي تُقدّر بـ 10 ملايين دولار. تراجع عدد دقائق الدعايات خلال البث (من 41 دقيقة ونصف، كمعدل، في اليوم في شهر تموز عام 2013 إلى 11 دقيقة يوميًا في الشهر في تموز 2014) منذ بدء عملية “الجرف الصامد”. نتحدث عن أعمق أزمة اقتصادية تعرض لها قطاع التلفزيون التجاري الربحي في إسرائيل مقارنة بالعمليات العسكرية السابقة وفي السنوات الأخيرة عمومًا.