يدور الحديث عن امرأة شابّة، عُمرها 26 عاما، من خان يونس في جنوبيّ قطاع غزّة، تنتظر في هذه الأيام تنفيذ القرار الصادر لإعدامها شنقًا، هذا وفق حكم حماس. هذه هي الامرأة الأولى، منذ 20 عاما، التي حُكم عليها بالموت في غزّة. بدأت قصّتها المؤثّرة جدًا حاليا، في كسر جدار الصمت، حيث أصبحت منتشرة في الشبكات الاجتماعية ووسائل الإعلام الأجنبية.
وِفْقًا للمعلومات الصادرة من غزّة، فالكلام هنا يدور عن امرأة شابّة، كان أهلُها قد زوّجوها رغمًا عنها من رجل غزّاوي. لقد كان زوجها من أحد نُشطاء حركة حماس، واعتاد ضربها بوحشيّةٍ يوميًا، إلى درجة أنها أحيانًا احتاجت إلى تلقي علاجاتٍ طبيّة.
قبل نحو سنة، في شهر كانون الثاني الماضي، قام أعضاء حركة حماس باعتقالها بتهمة قتل زوجها. كما يدّعي النائب العام الممثِّل لسُلطة حماس في غَزَّة، فقد نُفِّذ القتل مع سبق الإصرار والترصُّد، حيث قتلت هذه الامرأة زوجها بسكّينٍ كانت امتلكته قبل بضعة أيّام من وقوع الحادثة. بحسب أقوال مُحاميها، فقد دافعت عن نفسها، وقد اختطفت السكّينَ من زوجها، فقط بعد أن حاول طعنها به.
بما أنها لم تكن قادرة ماديا على تمويل محام لها، فقد قام النائب العامّ لحماس بتعيين محام لها، وقد خسرت القضيّة، التي تمَّت تحت غطاء من السريّة وبين أبوابٍ مُغلَقة. اعترفت المحكمة بصِحَّة الادّعاء الذي يقضي أنَّ القتلَ نُفِّذ مع سبق الإصرار، وحكمت على المتَّهَمة بالإعدام شنقًا، حيثُ أُصدر الحكم في شهر تشرين الأوّل. أمّا الآن، فهي تنتظر، داخل المعتقل، لحظةَ تنفيذ الحُكم.
استنادًا إلى مصادر مختلفة في غزّة، فإنَّ عائلتها لا تُدافع عنها، خشيةً من خلْق عداء أو موجة ثأر من أقرباء الزوج. هذه القصّة تقريبًا غير مذكورة البَتَّة في وسائل الإعلام، فمُنظّمات حقوق الإنسان ووسائل الصحافة تخاف من الكتابة ضدَّ حماس، خوفًا من أن تسلب رُخص موظفيهم، وأن يتم اعتقالهم أو طردهم إلى خارج قطاع غزّة.
كما ذُكر، بدأت القصّة تتسرَّب عبر الشبكات الاجتماعية في الأيام الأخيرة، وكُتب عنها باللغة الإنجليزية بشكل خاصّ، على يد نُشطاء لحقوق الإنسان، كانوا سمعوا عن قصّتها وأدركوا أنها هي الضحية في القصة المذكورة. المرأة مجهولة الهوية وتُسمى بـ أ’، واسم عائلتها قبل الزواج: نخلة.
يقول لنا محاميها الآن، بأنَّ أُمنيتها الوحيدة هي أن ترى ابنها للمرَّة الأخيرة قبل أن يُنفَّذ حُكم الإعدام بحقها، ولكن فقد رفضت عائلة القتيل تلبية هذا الطلب.