تشير تقديرات المنظومة السياسية الإسرائيلية إلى أن الانتخابات ستُجرى في الأشهر الأولى من العام 2019، على ما يبدو، في شهر آذار. بناء على ذلك، يمكن أن نلاحظ أن السياسيين بدأوا يستبدلون السياسة بدعاية انتخابية.
ليس سرا أن الوزير بينيت، رئيس حزب “البيت اليهودي” اليميني يرغب جدا في أن يكون وزير الدفاع القادم.
فهو العضو الأبرز في المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والإسرائيلية، الذي ينجح منذ سنوات في إثارة تحديات لدى نتنياهو في قضايا أمنية. للأسف الشديد، عيّن نتنياهو ليبرمان وزير الدفاع، رغم أن قدراته السياسية أقل جدا من قدرات بينيت، الذي اضطر إلى الاستكفاء بمنصب وزير التربية والتعليم فقط.
يقول محللون إسرائيليون إن بينيت عازم على أن يكون وزير الدفاع القادم. لذلك، بدأ يحضر نفسه كبديل، وينتقد وزير الدفاع الحالي في كل فرصة. لقد تعزز هذه الانتقادات بعد أن أطلقت حماس في الأشهر الأخيرة “مسيرة العودة” في غزة. انتقد بينيت بشدة الجيش ووزير الدفاع مناشدا العمل بيد حديدية ضد حماس. تراجع ليبرمان، الذي دافع في البداية عن الجيش، عن موقفه في أعقاب الهجمات، وأصبح يدعم الآن في الكابينت القيام بعملية عسكرية ضد حماس، في حين يوافق بينيت على منح فرصة لمحاولات الوساطة المصرية.
هاجم بينيت اليوم خلال جلسة الكنيست ليبرمان بشدة قائلا: “في السنتَين الماضيتَين، حدثت خطوة خطيرة تدريجيا – لم يعد يخشى منفذو العمليات الفلسطينيون قتل اليهود. فهم يدركون اليوم أن الإقدام على القتل سيعود عليهم بالنفع على أية حال. فإما أن يصبح واحدهم “شهيدا” أو “بطلا قوميا”، تنقل جثمانه إلى عائلته، ويحظى باحترام، وتتلقى عائلته مخصصات شهرية حجمها 12 ألف شاقل على مدى الحياة. وإما أن يبقى أحدهم على قيد الحياة، عندها تُقدَّم لائحة اتهام ضده خلال شهرين، ليس خلال يومين كما حدث في الولايات المتحدة، فتتلقى عائلته فورا أموالا كثيرة من السلطة الطفلسطينية”.
وتابع بينيت: “لمزيد الأسف، فقد أضعف وزير الدفاع، ليبرمان عامل الردع الإسرائيلي. إذا لم يكن وزير الدفاع قادرا على القيام بعمله، فنحن سنقوم به. على وزير الدفاع أن يوفر الأمن، وإلا عليه أن يترك هذه المهمة للآخرين. لا يجوز السماح بأن يستمر الوضع الحالي”.
علّق ليبرمان على أقوال بينيت مغردا في حسابه على تويتر: “لاحظت أن بينيت كان عصبيا، ومتوترا في جلسة الحزب. أتمنى له صحة تامة وعمرا مديدا”.