يستمر الصراع الحادّ بين الشرطة الإسرائيلية والسياسيين الإسرائيليين. بعد أنّ صرح خلال هذا الأسبوع قائد الشرطة الإسرائيلية، يوحنان دانينو، وقال إنّ دخول أعضاء الكنيست الإسرائيليين للحرم القدسي الشريف هو أمر خاطئ، لم يتأخر الرد.
وقد جاء الردّ على تصريحات دانينو من رئيس الكنيست، يولي إيدلشتاين. أرسل إدلشتاين رسالة إلى وزير الأمن الداخلي (الشرطة)، وكتب فيها “ليس من وظيفة موظف عمومي تقديم المشورة لأعضاء الكنيست. لستُ متأكّدا إذا كان يعرف واجبه”. وبذلك، ألمح إدلشتاين إلى أنّ الشرطة خاضعة للدولة، وليس العكس، وعلى الشرطة تنفيذ ما تأمرها به الحكومة دون توجيه أي انتقاد.
لم يتحمّس دانينو كثيرا لتصريحات إدلشتاين، وفاقمَ هذا الصباح من حدّة تصريحاته قائلا: “رئيس الكنيست إدلشتاين لا يفهم إطلاقا ما هو دور قائد الشرطة. أعتقد أنّه يُحظر على أعضاء الكنيست الذين يرغبون بتغيير الوضع الراهن في الحرم القدسي الشريف أن يزوروه”. وأعلن دانينو في تصريحاته لاحقا أنّه لن يسمح لأعضاء الكنيست هؤلاء بزيارة المكان. “من واجب الشرطة تنفيذ تصريحات الحكومة منذ عام 1967، لأنّها لا تنوي تغيير الوضع الراهن”.
ومن كان يعتقد أنّ إدلشتاين لن يردّ على تصريحات دانينو فقد كان مخطئا بالطبع. فقد تحدّث أشخاص مقرّبون من إدلشتاين إلى عدد من الصحف، وقالوا باسمه: “يتوقع رئيس الكنيست من قائد الشرطة ألا يظهر في المناسبات ويقدّم المشورة التي لا لزوم لها، وإنما التجوّل في المنطقة وبذل كلّ الجهود للحفاظ على أمن المواطنين الإسرائيليين. من غير الواضح كيف يسمح دانينو لنفسه أن يوزّع العلامات على المسؤولين المنتخبين”.
بعد أن قيلت الكلمة الأخيرة من جانب إدلشتاين، علينا أن ننتظر ونرى أي تطور آخر سيحدث في هذه السلسلة من التصريحات، أو إذا ما كان سيصحّح كلاهما الأمور بينهما بدلا من ذلك. هذا الصراع المكشوف، في الفترة التي يشعر فيها الكثير من المواطنين الإسرائيليين، في القدس تحديدا، بانعدام الأمن؛ يجعل الكثير من الإسرائيليين يشعرون شعورا بخيبة الأمن بل واليأس على ضوء حقيقة أنّ الأشخاص الذين من المفترض أنّ يمثّلوهم ويدافعوا عنهم يتقاتلون فيما بينهم.