كان الحاخام الإسرائيلي أبو حصيرة معروفا في إسرائيل بلقب “بابا سالي” بمعنى “بابا صلى”. وُلِد عام 1889 في مدينة الريصاني في منطقة تافيلالت في شرقي المغرب. وُلد لعائلة من الحاخامات المعروفين، ولكن هو الأشهر من بينهم في يومنا هذا. منذ سن صغيرة اهتم بتعاليم الدين كثيرا. أصبح سريعا معروفا بصفته صاحب الذاكرة والقدرة العقلية الخارقة.
في سن 18 عُيّنَ بابا سالي رئيس حلقة دينية في المغرب. بعد ذلك قام بوظائف عامة كثيرة بصفته رجل دين في الجالية اليهودية في المغرب. كان متزوجا ثلاث مرات ولديه ثمانية أولاد. وصل من المغرب إلى إسرائيل في أحيان كثيرة للتعلم في الحلقات الدينية اليهودية، وفي كل مرة كان يعود إلى المغرب، ولكن في عام 1964 قرر الإقامة في إسرائيل، وسكن تحديدًا في مدينة منعزلة نسبيًّا في جنوب الدولة، وعاش فيها حتى مماته عام 1984 (في عمر 94 عاما).

كان بابا سالي متنسكا بارزا، ومضيفا سخيا في الوقت ذاته
كان البابا متنسكا بشكل استثنائي. من المعروف عنه أنه كان ينام قليلا، يصوم أيام طويلة، نذر ألا يتناول اللحوم، وكرس معظم وقته في تعلم التوراة. ولكن رغم ذلك، تعامل مع ضيوفه بشكل مختلف.
وفق شهادات ضيوفه في منزله والضيوف الذين دعاهم لتناول وجبة مع العائلة، كان بابا سالي يصر على سكب كأس مليئة من مشروب العرق لضيوفه ويحثهم على شربه حتى النهاية. عندما سُئل عن السبب أجاب قائلا: “إن هذه وصية تهدف إلى دب الفرحة في قلوب اليهود”.

توفي بابا سالي، ولكن تقاليده ظلت خالدة
بعد أن انتقل بابا سالي للعيش في إسرائيل، أصبح منزله مزارا للحجاج، ووصل إليه يهود من كل الأعمار، الخلفيات، والبلاد. وصل الجميع لتلقي بركة الحاخام، وأراد جزء منهم تلقي المشورة في قضايا معينة أو تعلم التوراة منه.
عندما كان بابا سالي حيا أيضًا كثُرت القصص بين الناس حول العجائب التي كانت تحدث بفضل تبريكاته، مثل العثور على شريك حياة، حدوث حمل بعد سنوات من عدم النجاح، والشفاء من الأمراض. لم يعتد الحاخام على كتابة التمائم، ولكن سمح لبعض الحاخامات القيام بذلك ووزعوها على اليهود الذين وصلوا إلى منزله كبركة من أجل الحظ الجيد.
ما زالت صورة بابا سالي تظهر في عشرات آلاف المنازل والمصالح التجارية في إسرائيل حتى يومنا هذا. كما يزور مئات آلاف اليهود قبره في جنوب إسرائيل كل سنة. قرّر مؤخرا وزير الداخلية، أرييه درعي، من مواليد المغرب، استثمار ملايين الدولارات في ترميم باحة قبر الحاخام بابا سالي لرفاهية المصلين.