لقد بدأ نحو 100 صحفي من وسائل الإعلام الرائدة في إسرائيل، هذا الأسبوع، دراسة اللغة والثقافة العربية في إطار مبادرة جديدة لصندوق أبراهام ونقابة الصحفيين الإسرائيلية. سيجتاز الصحفيون نحو 30 درسا لتعلّم العربية الفصحى والمحكية ومعرفة الثقافة العربية، ولا سيما، مواطني إسرائيل العرب.
في إطار هذه الدراسة سيتجوّل الصحفيون في البلدات العربية في دولة إسرائيل، وسيستمعون إلى محاضرات في الموضوع. تُجرى الدورات من قبل صندوق أبراهام ونقابة الصحفيين كجزء من الجهود المشتركة لرفع الوعي في أوساط الصحفيين والإعلاميين حول ما يحدث في المجتمع العربي في إسرائيل، وحول سير الأمور فيه، احتياجاته وتحدّياته. ويتوقع صندوق أبراهام ونقابة الصحفيين أنّ رفع الوعي سينعكس بتغطية عميقة، مكثّفة، متنوعة ومنصفة أكثر للمجتمع العربي في الإعلام الإسرائيلي وباستعداد اندماج أكبر للمواطنين العرب في الإعلام سواء كمستَطلَعين أو كعاملين.
إن الهدف الأسمى للمشروع هو رفع الوعي حول القضايا التي تتعلق بالمجتمع العربي في إسرائيل، والذي يُعتبر اليوم غير مغطّى في الإعلام العام الإسرائيلي إلا في الحالات السلبية والمتطرفة، وبشكل خاص عندما يدور الحديث عن أعمال العنف. ويأتي كل ذلك في إطار الطموح إلى تعزيز مكانة المواطنين العرب في إسرائيل كشركاء متساوين مع مواطني البلاد اليهود.
وقد نشرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية مؤخرا أنّ 10% من مواطني إسرائيل فقط يتحدثون اللغة العربية، و 2.5% فقط قادرون على قراءة خبر باللغة العربية، ويعود ذلك إلى استبعاد شؤون المجتمع العربي لدى عامة الناس. 1% من الإسرائيليين اليهود فقط قادرون على كتابة رسالة باللغة العربية. لا يعمل اليهود المهاجرون من الدول العربيّة على إكساب معرفة اللغة العربية التي تُميّزهم لمعظم أحفادهم.
وقد قال رئيس نقابة الصحفيين، يائير تراتشيكي، إنّ “تغطية المجتمع العربي في إسرائيل تعاني من نقص، ونحن نعتقد أنّ أحد العوامل المؤدية إلى ذلك هو حاجز اللغة، ولذلك نطمح إلى أن يتعلّم أكبر عدد من الصحفيين التحدّث بالعربية. وكنقابة وضعت أمامها هدف تعزيز قيم المساواة فسنستمر في العمل على تعزيز التمثيل المناسب أكثر للسكان العرب أيضا داخل المنظومات الإعلامية وأيضا كمستَطلَعين”.