أضحى الابتزاز الجنسي في النت ظاهرة جديدة تحاول جهات إنفاذ القانون في إسرائيل العمل ضدها. يأتي انتشار هذه الظاهرة كثيرا في الوسط العربي الإسرائيلي بسبب، من بين أسباب أخرى، كثرة العلاقات الغرامية في شبكتي التواصل الاجتماعي فيس بوك وإنستجرام. فقد تصبح محادثة تعارف عادية بين شاب وشابة ظاهرة مقلقة سريعا يحاول فيها المُبتز رفع صور تعري للضحية بهدف ابتزاز الأموال منها.
وفي شهر أيار هذا العام، كشفت عملاقة شبكات التواصل الاجتماعي، شركة فيس بوك، أنها تلقت أكثر من 54000 شكوى في العالم ضد الابتزاز الجنسي.
والابتزاز الجنيس هو طبعا محاولة لاستغلال صورة حميمة للحصول على المال أو المكاسب. يُعرّف الفيس بوك “الإباحية الانتقامية” في يومنا هذا بصفتها عملية تتم فيها “مشاركة صور تعري أو تعري جزئي لتحقير أو إحراج المصوَّرين”. لا يجري الحديث عن مشاركة الصور فحسب، بل عن تهديدات لمشاركتها أو الإعلان عن نية استخدامها. وتصرح شركة فيس بوك أنه من الصعب عليها كشف ومراقبة هذه الظاهرة في الفيس بوك.
وأصبحت هذه الظاهرة الخطيرة، شائعة جدا في الآونة الأخيرة لدى عرب إسرائيل إذ تصل عشرات الشكاوى حول الابتزاز الجنسي إلى الشرطة الإسرائيلية وشركة فيس بوك. رغم عدد الشكاوى الكبير نسبيًّا تخشى الشرطة أن هناك عشرات الضحايا العرب الذين لم يبلغوها بشكاواهم لأن المجتمع محافظ جدا وقد تشكل هذه الشكاوى خطرا على القيم العائلية الممأسسة في المجتمَع العربي.
وبهدف محاربة هذه الظاهرة أطلقت شرطة إسرائيل مقطع فيديو قصيرا توضح فيه ما هو الابتزاز الجنسي مقدمة مثالا حول محادثة دردشة عادية بين شابة وشابة. تصل المكالمة في غضون وقت قصير إلى لحظة حاسمة من تحرّك المشاعر تشجع فيها الشابة الشاب في الفيديو على خلع ملابسه. وبعد أن يستجيب الشاب لهذا الطلب يكتشف أن وراء الشابة يقف شاب يهدد بأن صوره التعري ستُنشر في حال لم يدفع مبلغ مالي باهظ.
وفي هذه الأثناء، تأمل الشرطة الإسرائيلية أن يتصفح المزيد من الشبان العرب في النت بشكل آمن، وأن يقدم المتضررون شكاوى ضد الابتزاز بهدف التغلب على الظاهرة.