“لن أصوّت لنتنياهو”، قال مسؤول بارز من اليمين الإسرائيلي بعد أن عرف بقرار نتنياهو لتأجيل إخلاء الخان الأحمر في ظل التسوية التي تم التوصل إليها مع المواطنين. “يا للعار”، كتب أريئل سيغال، أحد الصحافيين الأكثر قربا من نتنياهو.
أصبحت تزداد حدة الانتقادات الموجهة لنتنياهو كلما أصبح موعد الانتخابات قريبا، إذ بات معروفا أنها ستجرى على ما يبدو في الأشهر الأولى من عام 2019. يدعي بعض أعضاء اليمين أنه رغم أن نبرة نتنياهو تبدو صقرية ويمينية، إلا أن سياسته متساهلة أكثر مما يجب. الانتقادات موجهة بشكل أساسي ضد سياسيته في تعامله مع حماس في غزة. يدعي الكثيرون أن نتنياهو يخطئ عندما يسعى إلى التسوية مع حماس، وهم يطالبون نتنياهو منذ الأشهر الأخيرة بتغيير تعليمات إطلاق النيران على السياج الحدودي والإضرار بالفلسطينيين الذين يطلقون البالونات الحارقة باتجاه إسرائيل ويتسببون بالحرائق الكبيرة في البلدات الجنوبية.
كما يولي اليمين اهتماما كبيرا للخان الأحمر، ليس بسبب النضال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين على السيطرة على المناطق C (مناطق في الضفة الغربية كانت إسرائيل تسيطر عليها مدنيا وأمنيا قبل الاتفاقيات بينها وبين الفلسطينين) فحسب، بل بسبب حقيقة أن دولا أوروبية ومنظمات يسارية إسرائيلية هي التي أدارت النضال، والتي يدير اليمين الإسرائيلي حربا ضارية ضدها.
تجدر الإشارة إلى أن معظم منتقدي نتنياهو من اليمين سيصوتون على أية حال لأحزاب اليمين المتطرف مثل “البيت اليهودي”، وإلى أن الدعم الذي يحظى به نتنياهو لم يتغير. رغم هذا، يعتمد نتنياهو على الداعمين من اليمين الذين يدعمونه شخصيا في المشاكل القضائية التي يتعرض لها هو وزوجته والهجمات التي تتعرض لها العائلة في وسائل الإعلام. وفق أقوال المقربين من نتنياهو، يفضل نتنياهو المصلحة الوطنية الإسرائيلية، التي تتطلب الآن التركيز على زيادة التمركز الإيراني في سوريا، والحفاظ على علاقته مع الإدارة الأمريكية، بدلا من المواجهات الصغيرة وعديمة الأهمية مع الفلسطينيين. هل نتنياهو مستعد لدفع الثمن السياسي المنوط بهذه السياسة؟ سنعرف الإجابة قبيل الانتخابات.