يتابع صفحة “ناس ديلي” (Nas Daily) التي تتضمن أفلام فيديو مدتها دقيقة فقط ويديرها شاب عربي عمره 25 عاما أكثر من نصف مليون متابع وحظيت بأكثر من 80 مليون مشاهدة. نشر “ناس” اليوم فيلم الفيديو الـ 337 الخاص به. فهو ينشر منذ 337 يوما أفلام فيديو يوميًّا مدتها دقيقة يصف فيها تجاربه حول العالم، أو قضية يرغب في طرحها.
اسم “ناس” الحقيقي هو نصير ياسين، ولد وترعرع في إسرائيل، في قرية عرابة في الجليل، قبل أن يسافر إلى أمريكا للعيش والعمل فيها. لذلك يتحدث نصير الإنجليزية، العربية، والقليل من العبريّة. يدعي أن لا داعي أن نحسده على الحياة الحرة التي يعيشها أثناء رحلاته حول العالم. فوفق أقواله، يفكر أحيانا أربع ساعات حول إنتاج مقطع فيديو طوله دقيقة. وهكذا يكرس يوميا ساعات كثيرة من أجل أفلامه الفيديو.
نصير في زيارته إلي “واحة السلام” وهي بلدة مشتركة يهودية – عربية في إسرائيل:
https://www.facebook.com/nasdaily/videos/784360568382764/
للحظة الأولى، ليس واضحا لماذا قرر السفر. لم ينقصه شيئا قبل ذلك أيضًا. فعمره 25 عاما وقد نجح في إنهاء تعليمه في مجال الاقتصاد وعلوم الحاسوب في جامعة هارفرد وحصل على وظيفة مرموقة – مهندس في شركة باي بال (PayPal). كان يربح نحو 10,000 دولار شهريًّا، ولكن وفق أقواله لم يكن مرتاحا في عمله. فبعد مرور نحو سنة ونصف استقال من عمله المحترم وفي اليوم التالي صور مقطع الفيديو الأول لصفحة “ناس ديلي”.
“أرغب في إنتاج مضامين لفتى عمره 15 عاما من نيبال ورجل عمره 50 عاما من نيويورك”، قال نصير في مقابلة معه نُشرت مؤخرا في صحيفة “ذا ماركر” الإسرائيلية. وعندما يقول نصير إنه يرغب في إنتاج مضامين تلائم أشخاص مختلفين، فهو يقصد أشخاصا ذوي آراء تختلف عن آرائه تماما، مثل الإسرائيليين والفلسطينيين. فمن جهة، يعرّف نفسه بصفته إسرائيليا، ولكن من جهة أخرى، كرس مقاطع فيديو للوضع في الضفة الغربية، عرض فيها مخيّمات اللاجئين وجدار الفصل.
“ناس” في مقطع فيديو مع صديقه اليهودي في نيويورك:
https://www.facebook.com/nasdaily/videos/713736832111805/
ومع ذلك، فإن مقاطع الفيديو الخاصة به سهلة للمشاهدة، وليست هناك أهمية إلى أية درجة المواضيع التي يتطرق إليها جدية وهامة. “إذا أنتجت مقطع فيديو سلبيا تمامًا فلن يصل إلى الأشخاص الذين من المفترض أن يصل إليهم”، قال لصحيفة “ذا ماركر”. “مثلا، مقطع الفيديو حول أوضاع الفلسطينيين – إذا كان مثيرا للإحباط، فكان سيتحدث الفلسطينيون بينهم عن وضعهم، ولكن سيتجاهله اليهود. عندما تنجر أعمالا إيجابية تصل إلى أكبر عدد من الأشخاص”.