شدد المرشح الأوفر حظا في انتخابات الرئاسة المصرية، عبد الفتاح السيسي، على أن معاهدة السلام مع إسرائيل مستقرة وثابتة وأنه سيحترمها، وقال في مقابلة أجرتها رويترز معه أن مصر في الراهن تخوض حربا ضد الإرهاب، و “الجيش المصري يقوم بعمليات عسكرية كبيرة في سيناء حتى لا تتحول سيناء إلى قاعدة للإرهاب تهدد جيرانها وتتحول مصر الى منطقة غير مستقرة”.
فيما يلي نص المقابلة الكاملة:
س – ما المدة التي تعتقد أنك ستحتاجها لكي تحدث فرقا حقيقيا؟ وما هي توقعاتك للجدول الزمني قبل أن يبدأ الناس في رؤية تغير حقيقي؟
ج – فكرة الـ 100 يوم. المصريين يتطلعوا إلى حاجات كتيرة جدا. خلال ثورتين كانوا هما بيتطلعوا إلى العيش والحرية والعدالة الاجتماعية. المصريين عايزين يعيشوا ده. أنا محتاج أقدم لهم الأمن والأمان والاستقرار والتنمية الشاملة.
100 يوم مش كفاية الحقيقة. لأن حجم التحديات اللي موجودة في مصر كثيرة جدا. وفي البرامج اللي موجودة في الدول الغربية الأمور أكثر استقرارا بكتير في كافة المجالات عن الواقع المصري. أنا متصور إن في خلال سنتين من العمل الجاد والدؤوب ممكن نحقق يعني شكل من أشكال التحسن اللي المصريين بيتمنوه ويتطلعوا إليه.
س – هل هناك زعيم في الماضي في مصر أو أي مكان في العالم تحاول أن تقتدي به؟ هل ترى أن عبد الناصر نموذج جيد لما تريد أن تكون عليه أم ترى السادات أم زعيم آخر؟
ج – كل عصر وكل مرحلة لها من يقودها وينجح فيها. الوقت اللي احنا فيه ده ظروف مختلفه جدا عن عصور أخري. احنا محتاجين نشتغل بجد لخدمة المصريين.
س – أعتقد أن التحدي في السادس والعشرين من مايو هو رؤية ما إذا كان عدد كبير من الناس سيدلون بأصواتهم؟ ما مدى أهمية تصويت الناخبين لفكرتك عن النجاح في الانتخابات؟
ج – احنا نجحنا في أول خطوة من خريطة الطريق والدستور وده كان دستور رائع جدا جدا بيحقق كتير من الأماني اللي المصريين بيتمنوها في حياتهم ومستقبلهم وحجم المصريين اللي نزل كان بالملايين لكن احنا محتاجين في الانتخابات القادمة يبقي أكتر كمان من اللي نزلوا في الدستور. علشان يختاروا بملئ إرادتهم من يقودهم في المرحلة القادمة.
س – هل يوجد مستوى معين للمشاركة في التصويت تعتبره نجاحا؟
ج – أتمني ان كل المصريين ينزلوا. احنا عندنا فوق الـ 50 مليون ناخب أتمني ان هما كلهم ينزلوا. دي فرصه للتعبير عن إرادتهم.
س – إذن فأنت تتطلع لنسبة 100 في المئة؟
ج – أتمنى.
س – الولايات المتحدة شريك استراتيجي لمصر منذ مدة طويلة. ما هو تقييمك الحالي لوضع العلاقات مع الولايات المتحدة؟ وما الجوانب التي تود أن تحسن؟
ج – علاقتنا بالولايات المتحدة الأمريكية علاقة استراتيجية مستقرة وثابتة. مش معنى إن في وقت من الأوقات حصل حالة من الارتباك ده معناه إن احنا منقدرش نكمل ده. لا طبعا. دي علاقات مستقرة واحنا محتاجين العالم دلوقتي علاقاته كلها علاقات متداخله ومتشابكة ومفيش مجال ان يبقى في علاقات لدولة على حساب دولة أخرى. احنا محتاجين في مصر اننا نتعاون مع كل الدول. لأن حجم التحديات في مصر ضخمة جدا محتاجه دعم ومشاركة الجميع فيها.
علاقتنا بالولايات المتحدة الأمريكية علاقة استراتيجية مستقرة وثابتة
س – تم فرض تجميد جزئي على المساعدات العسكرية فهل تتوقع رفعه ما أن تصبح رئيسا؟
ج – خلينا واضحين انا متفهم المعايير الغربية والأوروبية والأمريكية طبعا فيما يخص تجديد وتعليق المعدات. رغم ان ده ليه رد فعل سلبي جدا لدي الرأي العام المصري كل الوقت ما بيمر بتتضح الصورة اكتر للجميع. والناس بتدرك والعالم بيدرك إن اللي حصل في مصر ده كان إرادة الشعب المصري. وماكانش يقدر الجيش يتخلي عن شعبه والا كانت هتحصل حرب أهليه احنا مش عارفين كانت هتوصل الى أي مدي. احنا متفهمين الموقف الأمريكي وبنتمني كمان ان هو يتفهم موقفنا.
س – هل في شيء بصفة خاصة تود أن تقوله للرئيس أوباما عن اتجاه مصر ربما يفيد في تغيير وجهات النظر هناك؟
ج – نحن نخوض حربا ضد الإرهاب. والجيش المصري يقوم بعمليات كبيرة في سيناء حتي لا تتحول سيناء إلى قاعدة للارهاب تهدد جيرانها وتتحول مصر الى منطقة غير مستقرة. لو مصر مش مستقرة يبقي المنطقة مش هتبقي مستقرة. وافتكر إن ده مش في صالح الأمن والسلام في العالم كله. احنا محتاجين الدعم الأمريكي في مكافحة الإرهاب. محتاجين المعدات الأمريكية لاستخدامها في مكافحة الإرهاب. مش بس سيناء. احنا انهارده موجود وبنشتغل بنؤمن حدودنا حدود ممتدة جدا من اول البحر المتوسط لغاية عمق الاتجاه اكتر من 1200 كيلو علي الحدود الليبية وزيهم مع السودان. غير الحدود البحرية اللي بتمتد إلى أكثر من 3000 كيلو. ده محتاج تأمين حقيقي. في وضع إنتوا شايفين المنطقة مرتبكة إزاي.
س – تحدثت عن حل سلمي في سوريا. فهل تعتقد أن سوريا ستكون أفضل حالا إذا بقي الرئيس الاسد في منصبه؟
ج – أنا بتكلم على ان الحل السلمي هو الحل المناسب. وحدة سوريا دي لصالح أمن المنطقة. ان سوريا لا تتحول الى منطقة جاذبة للعناصر الإرهابية والمتطرفة. ده هيهدد المنطقة بالكامل. وانا لما بأقعد مع الاصدقاء الأوروبيين باقولهم في مواطنيين اوروبيين بيبقوا موجودين في بلادكم وبيقاتلوا دلوقت في سوريا. تقريبا العدد أكتر من 1000 ولا 2000. أنا أتصور بعد ما الموقف ينتهي في سوريا – بغض النظر عن هينتهي ازاي – دول هيرجعوا علي اوروبا هيعملوا ايه؟ ثم الموقف في سوريا بعد ذلك هيتحول لايه؟ هيهاجمونا ولا هيهاجموا السعودية والاردن ولا اسرائيل. احنا لازم نكون واخدين بالنا من هذا الفكر وهذا النشاط المتطرف وتأثيره علي الامن والاستقرار في المنطقة. منطقة الشرق الأوسط كلها.
س – هل ترى أن هناك حلا يمكن أن يسوي المشكلة ولا يكون الأسد طرفا فيه؟
ج – الامر ده محتاج حوار ومباحثات كثيرة. لأن هو أخطر من إن احنا نقول في رأي بعينه. إنما نبقي شايفين ان علي الاجمال لازم يكون قدمنا وحدة الاراضي السورية حتي لا تتعقد المنطقة أكتر من كده. حل سلمي حتي لا تتعقد المنطقة أكتر من كده عملية التعامل مع العناصر المتطرفة. هنعمل فيها إيه والا هنشوف أفغانستان تانية. ومفتكرش ان انتو عايزين تعملوا أفغانستان تانية في المنطقة.
س – ما هو حال العلاقات بين مصر وإسرائيل الآن؟ وكيف ترى تطورها في ظل رئاستك؟
ج – احنا علاقتنا مع إسرائيل ومعاهدة السلام دي معاهدة مستقرة بقالها أكثر من 30 سنه. وقابلت كثير من التحديات وهي مستقرة وثابته واحنا بنحترمها وسنحترمها. وبالمناسبة الاسرائيليين عارفين كده كويس. لكن الجديد اللي احنا بنتكلم فيه ان احنا شايفين ان فيه فرصه حقيقية لسلام يفتح ويجهز المنطقة ويدخل المنطقة في عهد جديد. في سلام وتعاون بين الدول. ده اللي أنا شايفه. لكن أنا عايز أقول إن السؤال على التزامنا بمعاهدة السلام تجاوزته الاحداث خلاص. ده موضوع مستقر لدى كل القيادات ولدى الرأي العام في مصر. محتاجين نبني عليه. ما نكتفيش بما تحقق. محتاجين نشوف دولة فلطسينية محتاجين نتحرك في السلام اللي تجمد بقاله سنين طويلة. هيبقي في فرصه حقيقية للسلام في المنطقة دي انا اتصور. احنا مستعدين للعب اي دور يحقق السلام والاستقرار والتقدم في منطقة الشرق الأوسط.
احنا علاقتنا مع إسرائيل ومعاهدة السلام دي معاهدة مستقرة بقالها أكثر من 30 سنه
س – هل لديك خطة لبناء الاقتصاد المصري؟
ج – لازم نعترف أن الوضع الاقتصادي في مصر صعب مش بس في خلال الـ 3 سنوات الماضية الحقيقية. والمصريين كانوا بيتطلعوا إلى حياة أكثر استقرارا من الواقع اللي احنا بنعيشه ده. احنا بنتكلم على أكتر من 50 بالمئة من الشعب المصري بيعانوا من الفقر. وفي حجم كتير من البطالة. ببساطة خالص مدخلنا خلال هذه المرحلة في برنامجنا هو توفير فرص عمل للمصريين. هو ضبط الحد الاعلى والحد الأدنى للمرتبات في مصر. الحد الادنى في مصر يعتبر ضئيل جدا وقليل جدا علشان يحقق مستوي اجتماعي مناسب. محتاجين ان كمان في دعم بيقدم في الدولة المصرية. إن الدعم ده يتم توزيعه بعداله حقيقية. الاغنياء يمكن بينالهم من الدعم أكتر من اللي بينال الفقراء. احنا محتاجين نوزع ده. البرنامج ببساطه خالص بيتكلم على إنه هو نخرج من النسبة المحدودة جدا اللي المصريين قاعدين عليها علي الارض دلوقت في مصر 6 بالمئة أو 7 بالمئة محتاجين نمتد و نتمدد على الارض المصرية أكتر من كده. وندي فرص عمل أكبر من كده. وندي كمان فرصه للاستثمار المصري والعربي والاجنبي. لكن بصراحة أنا الكلام بأوجهه للغرب وبأوجهه للاصدقاء كلهم مصر تحتاج الى مساعداتكم خلال هذه المرحلة حتي تخرج من دائرة الفقر التي تعاني منها.
س – هل ترى استمرار دور الجيش في ضمان استخدام أموال الخليج في الاقتصاد؟
ج – احنا محتاجين كل مؤسسات الدولة تساهم في تطوير وتنمية المجتمع وتقدمه للامام. أي مؤسسة لديها القدرة أن تقوم بهذا الدور. كل مؤسسات الدولة معنيين بده لأن التحديد كبير. ولازم نتغلب عليه.
س – هل في الوقت الحالي الجيش هو أفضل مؤسسة لهذه المهمة؟
ج – الجيش مشغول كتير قوي في مكافحة الإرهاب في سيناء وعلي حدودنا الغربية. وعلي حدودنا الجنوبية. إنما لو في فرصه إنه يساعد في أعمال هندسية بطرق هيتم الاستفادة من هذه الامكانيات. بالمناسبة يعني في كلام علي إن الجيش يمتلك 40 بالمئة و 20 بالمئة من اقتصاد مصر وده مش حقيقي ولا يزيد عن 2 بالمئة من الاقتصاد.
س – هل ترى سبيلا لخفض الدعم؟
ج – احنا في وضع مؤلم الآن مع ظروف هذا الدعم وتوزيعه علي كل حال لكن احنا مش هنقدر نضغط علي الفقراء أكتر من كده. لكن احنا ممكن يتم استخدام وتوزيع وترشيد الدعم أكتر من ان هو يروح للفقراء ولا يروح الى الاغنياء. هاديك مثال علي الدعم اللي بياخده الاغنياء او القادرين. لو مواطن يمتلك فوق الـ 2000 سي سي حجم الدعم المقدم ليه في الوقود في مصر اللي هي في ظروف اقتصادية صعبه قد تصل الى 3 أو 4 الاف جنيه شهريا وبغض النظر هو بيستخدم مدى استخدامه الواسع للعربية نفس الكلام للكهرباء المواطن الوحيد اللي ما بيستفدش بالدعم بشكل جيد هو المواطن الفقير. معندهوش عربية احنا محتاجين نتحرك ونرشد الدعم ده بحيث ان هو يروح للفقراء فقط علشان ميبقاش مؤلم.
احنا في وضع مؤلم الآن مع ظروف هذا الدعم وتوزيعه علي كل حال لكن احنا مش هنقدر نضغط علي الفقراء أكتر من كده
س – ما هو نوع التغيير الذي نتحدث عنه؟
ج – الوقود بيتباع عندنا ممكن تسأل. السفارات تروح تشتري الوقود بسعر مدعم. لتر البنزين بالسعر العالمي هنا بيبقي أقل من تمنه أكتر من نص يعني ثلاث أرباع التمن تقريبا الدولة بتقدمه. كل المواطنين أي حد يروح محطة البنزين علشان يحط وقود بياخد هذا الوقود بسعره اللي احنا بنقدمه لكل الناس. ففي ناس كتير وقطاعات كتير مش محتاجه تاخد هذا الدعم. ده اللي احنا هنحاول نصححه خلال المرحلة.
س – هل عندك أي خطط لخفض نفوذ رجال الاعمال الذين كانوا مهيمنين في عهد مبارك؟
ج – احنا دولة عايزة تشتغل فى اطار القانون والدستور وعايزين نتعامل فى هذا الاطار ونعظم هذا الدور دلوقتى ومستقبلا ومش عايزين يكون فيه إجراءات تخوف اى حد لكن كمان محتاجين يبقى فيه إجراءات توفر فرص متكافئة للجميع.
س – ما الذي سيجذب الاستثمار الدولي الى مصر في السنوات القليلة المقبلة؟
ج – انا باقولهم ان مصر دولة كبيرة وموقعها متميز جدا فيها عمالة ضخمة دولة شابة. حجم الشباب الموجود بمصر ضخم جدا قادر على العمل قادر على العطاء. سوق كبير اوى ممكن الاستثمار فيها يبقى ناجح جدا جدا جدا لموقعها وسوقها وهي كمان مدخل لافريقيا بكل ما تعنيه هذه الكلمة ففي فرصة حقيقية واعدة للاستثمار فى مصر. نحن سنتحترم التزاماتنا وسنوفر المناخ المناسب والقوانين المناسبة لتحفيز الاستثمار.
س – هل تعتقد انه يجب تعويم الجنيه المصري تعويما حرا؟ هل هو عقبة أمام الاقتصاد؟
ج – كل ما موقفنا الاقتصادى يتحسن كل ما سعر العمله سيتحسن والعكس صحيح. باختصار شديد محتاجين إجراءات لتحفيز الاقتصاد وضخ اموال كثيرة جدا فى شرايينه عشان يحصل تحسن حقيقى يشعر به المواطن ويهدأ ويستقر ومصر تدخل فى مراحل افضل من اللى هيا فيه دلوقتى.
س – ما عدد السنين التي تتوقع ان تواصل فيها دول الخليج مساعداتها؟
ج – احنا خلينا نكون صراح مع بعض. احنا مش شايفين ان دا أمر جيد بصراحة وبنتمنى انه ينتهى فى أسرع وقت مش أنا بس اللى بيفكر كده كل اللى المصريين. عمق المشكلة الحقيقة اللى موجودة واللى ماتمش مجابهة التحدى الاقتصادى بشكل جيد فى مصر من سنوات طويلة جدا خلى المشكلة دى بتؤثر على باقى قطاعات الدولة الاقتصاد بيؤثر على التعليم وجودته الاقتصاد بيؤثر على الصحة وجودتها وعلى الثقافه حتى على الممارسة الديمقراطية اللى احنا بنتمناها. كل ما مستوى الدخل والاقتصاد بيتحسن الامور الاخرى المحاور الاخرى ستتحسن. أنا مش عايز أقول بس اننا نحن نتطلع الى اشقائنا فى الخليج لكن كمان بصراحة انا شايف ان فيه مصلحة كبيرة اوى لأوروبا ولأمريكا وللعالم كله ان يقف بجانب مصر خلال هذه المرحلة.
س – هل ترى أن الوضع المثالي عامان أم خمسة أم عشرة أعوام؟
ج – ده هيعتمد على النتائج اللى احنا هنتحرك عليها.
س– تحدثت عن القضاء على الاخوان. فهل تعتقد أنك تحرز تقدما؟
ج – انظروا إلى خريطة التطرف والإرهاب فى العالم كله وهتجدوا ان هذا الامر أصبح مستهجن وغير مقبول من معظم دول العالم. هذا الشكل فكرة القتل والتخريب والتدمير اللى موجودة فى دول كتير أعتقد ان أنتم تتفهموا ان هذا امر الإنسانية لا تقبله والحضارة ما تقبلوش والمنطق ما يقبلوش.
عن الإخوان المسلمين: المشكلة ان هما فقدوا الصلة مع المصريين وفقدوا التعاطف مع غالبية المصريين
س – هل الاسلوب الامثل عسكري أم يحتاج الامر إلى توعية أي الاسلوبين أفضل؟
ج – هذا الامر اللى بيتطلب بصراحة خطة متعددة المحاور مش الشق الامنى فيها هو الحاسم فقط. لا. التعليم والاقتصاد والثقافة والوعى كل هذا محتاجين نتحرك عليه مش بس فى مصر. دى مواجهة بتتطلب مشاركة الجميع. وانتم كنتم ليكم دور فى دعم الديمقراطية. عايزين تعملوا ديمقراطية فى دول كثيرة وهذا امر جيد. لكن كمان ده مش هينجح بالشكل المطلوب وفى أسرع وقت إلا من خلال دعم اقتصادي جيد ودعم التعليم بشكل جيد. انا كنت موجود فى الولايات المتحدة الأمريكية وقبلها فى بريطانيا وكتبت مقالة عن مستقبل الديمقراطية فى الشرق الاوسط وقلت ان يكون في ديموقراطيات حقيقية اللي احنا بنقول عليها حرية اختيار الناس لحياتها ولحكمها التعليم والجهل والصحة والفقر والاعلام. يا تري مستعدين تفتحولنا بلادكم لمزيد من التعليم وميكونش مكلف نرسل النابهين من ابنائنا يتعلموا فى بلادكم ويشوفوا ويتعلموا. مستعدين تعملوا جامعات تقدم تعليم وثقافة حقيقية … ده شكل من أشكال تنمية ودعم الديمقراطيات. الديمقراطية مش ان احنا نعلم الشباب فقط. لا. نعمل مناخ مناسب لانجاح هذه الديمقراطية. هل انتم عندكم استعداد لهذا. هل عندكم استعداد توفروا فرص عمل فى دولة زي مصر عشان الناس تشتغل والفقر يقل. وده يبقي برنامج من برامج دعم الديمقراطية فى مصر. هل انتم عندكم استعداد ان تشاهدوا مشاكل زى مشاكل العشوائيات بالملايين فى مصر وتساهموا فيها عشان يبقى فيه مناخ حقيقى لديمقراطية حقيقة. قلت لاشتون انتم تدفعون مبالغ بالملايين صغيرة جدا وبتغسلوا ايديكم من الموضوع بتاع الديمقراطية. لا لازم المناخ فى الدولة دى يكون صالح عشان الديمقراطية تنمو وتعيش.
س – هل تقصد أن الدول الغربية أصبحت تفرض قيودا شديدة على السماح للمصريين وشعوب أخرى من الشرق الأوسط بالذهاب لجامعات الغرب؟ بمعنى آخر قيود بعد أحداث 11 سبتمبر؟
ج – هذا جزء من الموضوع ان حجم البعثات التى تقدم خلينا نتكلم على 27 دولة أوروبية. لو كل دولة أوروبية قدمت لمصر 30 طالبا كل سنة يعنى هيكون 2200 طالب سيكونوا موجودين فى الجامعات الأوروبية. ولو 10 بالمئة من جامعات أمريكا اعطت رقم مماثل سنجد ان العدد عدد ضخم كبير. احنا هنرسل النابهين من ابنائنا افضل شبابنا عشان يروحوا ويشوفوا ويتعلموا ويرجعوا لينا بعلم وبفكر وبثقافة. اذا كنتم عايزين تساعدونا بجد فى كلام كتير ممكن نتكلم فيه لمساعدات حقيقية لتطوير وتنمية الديمقراطية في الشرق الأوسط في مصر لكن هيبقى فيه تكلفة. هناك الجامعة الألمانية فى مصر والبريطانية فى مصر لكن التكلفة المالية للطالب كم. لازم تساهموا مساهمة حقيقية في التوجه الديمقراطي اللي مصر عايزة تتحرك فيه.
س – إذا كان التعليم يسير مع الامن فهل من المعقول حظر نشاط الاخوان المسلمين؟ أو لا يمثل ذلك مجازفة بدفع هؤلاء للعمل السري ربما يدفعهم أكثر للتشدد؟
ج – المشكلة ان هما فقدوا الصلة مع المصريين وفقدوا التعاطف مع غالبية المصريين. وده أمر لازم انتو تكونوا منتبهين ليه. العنف الغير مبرر تجاه المصريين ده أفقدهم أي شكل من أشكال التعاطف. مش بس كده. ده كمان ماخلاش ليهم فرصه للمصالحة الحقيقية مع المجتمع. وده الواقع اللي احنا بنتكلم فيه. إجراءات زى التعليم وزى محاربة الجهل والفقر وايجاد فرص عمل للناس والثقافة بكل ما تعنيه كلمة ثقافة من فنون وآداب حتى تصحيح الخطاب الدينى ده جزء من المعالجة. لكن فيه قانون وفيه دولة قانون لازم كلنا نحترمها وهما لو احترموا القانون ونفذوه ما افتكرش هيبقى فيه مشكلة.
المشكلة مش معايا بصراحة. دى بأؤكدها ليكم. المشكلة مع الشعب المصري. وانتم موجودين هنا فرصة عظيمة بطالبكم واقولكم انزلوا كلموا المواطن المصرى العادى البسيط واسألوه. هتجدوا انه غاضب جدا ورافض جدا أي شكل من اشكال المصالحة. وبصراحة مفيش أى رئيس خلال الفتره القادمة ايا كان هيستطيع ان يعمل ضد إرداة الشعب المصري. الشعب المصرى ملك إرادته وهو اللي بيقود حريته ومستقبله وإرادته وماحدش هيقدر يشتغل عكس ده. اللى عايز يتكلم لازم يطمئن ويقنع المصريين بأن فيه فرصة حقيقية لهم مش انا المصريين.
س – معروف عنك تدينك الشديد ولم تتكلم سوى قليلا عن ذلك. هل كلمتنا قليلا عن رؤيتك للدين والحكومة في مصر والدور الذي يلعبه الدين في الحياة المدنية وأيضا دور الحكومة؟ ما هو الدور المناسب للدين في الحكم في مصر؟
ج – انا عايز اقولك إسال زملائي … أنا كنت باتعامل معاهم ازاي. لم اتعامل معهم على اساس دينى ولا عرقى ولا طائفى. بالعكس ومش انا بس. انا واسرتي. ومش شايف ان فيه اشكالية ان نعيش مع بعضنا كلنا. وهذا مش خطاب إنساني وان كان هذا مقبول ومطلوب. لكن دا خطاب ديني رشيد لا يمكن أبدا ان يكون الدين يصطدم بالإنسانية زى ما بنشوف دلوقتى. العالم كله أصبح قرية صغيرة جدا ومش ممكن يكون بهذا التشدد والتطرف وعدم القدرة على التفاهم أو الاختلاف.
احنا بنؤسس لدولة قانون ونحترم القضاء واستقلاليته ولا نتدخل فيه
س – هل يمكنني أن أسألك عن محاكمة أعضاء الاخوان المسلمين. صدرت أحكام كثيرة بالإعدام في المحاكم. هل تعتقد أن العملية القضائية نزيهة وهل تؤيد هذه القرارات؟
ج – انا عارف الثقافة الغربية وعارف منطق الإنسانية عندكم واتفهمه. في الاول انا مواطن مصري دلوقتي انا مش مسؤول مصري. وارجو ان تقبلوا منى هذا الكلام وتثقوا فيه. انا لن اتكلم عن قضية بعينها لكن عايز اقول ان احنا بنؤسس لدولة قانون ونحترم القضاء واستقلاليته ولا نتدخل فيه. وهذا مهم جدا. وانا عايز اقول لكم انتم مهتمين بالنقطة دي وهذا امر اقدره وافهمه. لكن كمان كنت اتمنى ان انتم تبقوا مهتمين بعدد الضحايا اللى على الجانب الاخر.
س – هذا الموضوع غير مستساغ لكنك تحدثت عن محاولتين لاغتيالك. لم أسمع بالظروف التي أحاطت بهما. هل لك أن تحدثنا عن أي منهما بالتفصيل؟
ج – هو الفكر ده فكر متشدد ولا يقبل التفاهم. أو التعامل مع الاخر. ليس لديه استعداد. هو متصور نفسه انه على الحق المبين الوحيد واى حد تانى غيره مش كده. هى دى المشكله دون الدخول فى تفاصيل. مش هتنتهى محاولات الاغتيال. الغرب يجب ان ينتبه. على الغرب ان ينتبه لما يدور فى العالم وخريطة التطرف التى تنمو وتزداد هذه الخريطة ستمسكم لا محالة.
س – كيف تتعامل مع التطرف في سيناء وحدود مصر؟ وما هي الخطوات العملية التي ستأخذها إذا أصبحت رئيسا؟
ج – عايز أقول مش هيكون غير مزيد من الإجراءات احنا كنا حريصين على إن سيناء لا تتحول إلى قاعدة للانطلاق بهجمات تهدد جيران مصر لأن هذا ضد سيادة مصر على أراضيها وضد اتفاقية السلام اللى احنا موقعينها. ونحن تفهمنا رد الفعل من جانبهم عندما حدثت بعض العمليات المحدودة ضد الاراضى الإسرائيلية. لكن احنا على الجانب الاخر داخل سيناء قمنا ونقوم بعمليات موسعه جدا لضبط الموقف الامنى والتعامل مع العناصر الإرهابية الموجودة سواء بالقبض عليها او التعامل معها. لكن هناك نقطتين كنا حريصين عليهم. اول نقطة ان احنا ماكناش عايزين نلجا إلى أعمال عنف غير مبررة ومش عايزين يبقى فيه انتهاك لحقوق الإنسان. مش عايزين يبقى فيه قتل للابرياء عشان ميبقاش ده ذريعة لتوسع هذه العمليات. هو ده اللى بيخلى الامر يطول. وبرضه احنا فيه معدات محتاجين ان الولايات المتحدة الأمريكية تديهالنا واعتقد ان الامر لازم دلوقتى يتراجع والامر ده يتحقق فى اسرع وقت ممكن. انا بتكلم عن سيناء دلوقتى مش بتكلم عن حدود اكثر من الف كيلو. الجانب الاخر فى ليبيا معندوش الفرصة ان يؤمن حدوده بالشكل المناسب واحنا لدينا التزامات تجاه الامن القومي المصري تجاه امن واستقرار هذا المواطن. هذه نقطة محتاجين مش بس أمريكا تفهمها الغرب والعالم كله يفهمها. وعشان كده احنا بنمد ايدينا لكل دول العالم عشان تساعدنا لأن احنا لازم نكافح الإرهاب بفاعلية وننجح فى هذه المواجهة.
س – تتحدث كثيرا عن احباط الشعب المصري ونفاد صبره. كم من الوقت تعتقد أن المصريين سيمنحونك لاحداث فرق حقيقي في حياتهم؟
ج – المصريين شعب صبور جدا. وشعب عظيم جدا. وافتكر حضارة 7000 سنة. بشرط يجد امل بيتحقق وانجاز على الارض هيبقى عندهم استعداد يصبروا. انا بأدعوا الغرب ان ينظر بعين الاعتبار والتقدير فى التنمية التطوير والدعم الاقتصادى المصرى استكمالا لخريطة الديمقراطية فى مصر ارجو ان هذه الرسالة تصلكم.