أطلقت السلطة الفلسطينية قناة تلفزيونية جديدة موجهة للجمهور العربي في إسرائيل. القناة اسمها “F48” تيمنًا باسم “فلسطين 48″، وسوف تبدأ البث بإطار رزمة التلفزيون الفلسطيني على القمر الاصطناعي. ستنقل القناة، وفق تصريحات مسؤولين على اطلاع بالموضوع، حياة الفلسطينيين، مواطني دولة إسرائيل، وستبث في إطار رزمة pal sat على الأقمار الاصطناعية.
جاءت القناة كمبادرة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس وهي تنضوي تحت سلطة البث الفلسطينية الرسمية. يأتي تمويل القناة مُباشرة من منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية. أجرى مدير سلطة البث الفلسطينية، الوزير رياض الحسن، في الأشهر الأخيرة، مشاورات مع العديد من المسؤولين بمحاولة منه للدفع بفكرة القناة قُدمًا. التقي الحسن أيضًا شخصيات جماهيرية، صحفيين وكُتاب من عرب إسرائيل من أجل طرح مضامين لعموم الجمهور الفلسطيني.
ستقوم شركات إنتاج باقتراح وإنتاج برامج من الجليل، النقب والمثلث وسيتم نقل ذلك الإنتاج إلى غرفة البث التي أُقيمت في رام الله ومن هناك سيتم نقل ذلك من خلال بث الأقمار الاصطناعية. في تاريخ 18 حزيران، أول يوم من شهر رمضان، سيبدأ البث التجريبي وسيتم توسيع البث تدريجيًّا.
يستعدون في القناة، في هذه المرحلة، للتركيز على المضامين الاجتماعية والثقافية وليس من الواضح إن كان سيتم بث مضامين إخبارية. هذا بسبب التكلفة الكبيرة للإنتاج الإخباري، وأيضًا بسبب حساسية الوضع واختلاف الآراء لدى شريحة الهدف في إسرائيل.
بث التلفزيون الفلسطيني الرسمي، حتى هذا اليوم، برنامجًا واحدًا، تم إنتاجه من قبل شركات إنتاج ناشطة في المجتمع العربي وخاصة في مجال الثقافة والأدب، إلى جانب برامج حوارية قصيرة تناولت موضوع مواقف الجمهور العربي فيما يخص القضايا الوطنية.
قالت جهات فلسطينية، في حديث لها مع صحيفة “هآرتس”، إن إطلاق هذه القناة هي خطوة إضافية نحو التواصل مع عرب إسرائيل. “باتت تُدرك القيادة الفلسطينية أنه لن يكون هناك حل سياسي في المستقبل المنظور وأيضًا بدأت تُذوّته”، وفق تصريح أحد المسؤولين. وفقًا لكلامه، هذا يؤدي إلى تغيير في سياسة القيادة الفلسطينية أيضًا. إذا تم، حتى هذا اليوم، إخراج الفلسطينيين، مواطني دولة إسرائيل، من منظومة اتخاذ القرارات في إطار الحركة الوطنية الفلسطينية، في السنوات الأخيرة، بتنا نشهد توجهًا مُختلفًا. تسارع ذلك التوجه، وفق كلامه، في الأشهر الأخيرة أيضًا بعد التئام القائمة العربية المُشتركة الأمر الذي أثار حماسة كبيرة داخل السلطة الفلسطينية.
نُشر هذا المقال على ”صحيفة “هآرتس”