إنزال سفينة فضائية إسرائيلية على سطح القمر في العام القريب – هذه هي رؤيا مجموعة شبان إسرائيليين طموحين قرروا أن يُصمموا ويبنوا السفينة بأنفسهم. بدأ ذلك ضمن منافسة أطلقتها شركة جوجل، حيث عرضت جائزة مقدارها 20 مليون دولار للمجموعة الخاصة (غير حكومية) الأولى، التي تنجح في إنزال سفينة فضائية على القمر بشكل مباشر، تحريكها مسافة نصف كيلومتر على القمر، وإرسال فيديو بجودة عالية إلى الكرة الأرضية.
شاركت 16 مجموعة من دول مُختلفة في المنافسة، ومن بينها الصين، روسيا، أمريكا، ألمانيا، وغيرها. ولكن SpaceIL تمكنت من بلوغ النهائيات وبقيت مجموعة واحدة بعد فقط تنافسها، من أمريكا. يُعد هذا الإنجاز خياليًا بالنسبة للمجموعة الإسرائيلية التي تُخطط للوصول إلى المرحلة النهائية – تنفيذ عملية الإطلاق، في العام القريب.
تبلغ كلفة تطوير المشروع في الواقع أكثر من الجائزة. بالمناسبة، هذه صفقة اقتصادية غير مُجدية. إنما وفقًا لتصريحات أعضاء المجموعة فإن هدفهم ليس الجائزة المالية بل هدف قيمي: تحقيق إنجاز علمي إسرائيلي، والإثبات لجيل المُستقبل أن مجموعة صغيرة من أشخاص طموحين وفضوليين يمكنها أن تحقق إنجازات لم تحلم بها الصناعات الجوية الحكومية أيضا.
تُكرس المجموعة جهودا كثيرة أيضًا، إضافة إلى العمل على تطوير السفينة الفضائية من أجل الفوز بالمسابقة، إجراء جولات شرح تعليمية في المدارس، جذب الطلاب إلى مجالات العلوم والتكنولوجيا، والدفع نحو ابتكارات جديدة تعمل على تقدم البشرية.
قال ياريف باش، أحد المبادرين الثلاثة المشاركين في هذا المشروع: “يبلغ ابني الآن الثالثة من العمر وأتمنى أن ينشأ في عالم أفضل وأنا أؤمن بأنه كلما تقدمت البشرية أكثر سيُحب الناس بعضهم بعضًا أكثر”.