ودع السعوديون مساء السبت عميد وزراء الخارجية في العالم الأمير سعود الفيصل الذي توفي الخميس اثر مشاكل صحية في الولايات المتحدة، بعد الصلاة عليه في المسجد الحرام في مكة المكرمة.
وحضر الصلاة أشقاء أابناء الفقيد وعدد من أفراد الأسرة المالكة والمسؤولين السعوديين، إلى جانب أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وكل من وزير خارجية تركيا مولود جاووش أوغلو، والشيخ محمد آل خليفة نائب رئيس الوزراء البحريني، ورئيس البرلمان الجزائري عبد القادر بن صالح، والشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية في دولة الإمارات، ونائب رئيس الوزراء وزير خارجية الأردن ناصر جودة، فضلا عن رئيس الحكومة اللبناني السابق سعد الحريري.
ودفن الجثمان في مقبرة العدل التي تبعد نحو أربعة كيلومترات عن الحرم المكي، التي دفن فيها عدد من الأمراء السابقين.
وكان جثمان الراحل سعود الفيصل وصل عصر السبت الى مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة، وكان في استقباله عائلته وأخوته وعدد من الأمراء والمسؤولين السعوديين. ورافق الجثمان على متن طائرة خاصة أبناء الامير سعود الفيصل كل من الأمراء محمد وخالد وفهد.
وتلقى الملك السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز اتصالاً هاتفياً السبت من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عبّر خلاله الأخير عن عزائه ومواساته في وفاة الأمير سعود الفيصل.
وعبّر مواطنون عن تأثرهم بوفاة صانع السياسة الخارجية السعودية لأربعة عقود ومهندسها الأول. وقال المواطن سعد الزهراني (48 عاماً) “لا شك أن وفاته خسارة كبيرة ليس للمملكة فقط وانما للوطن العربي والعالم”.
وأضاف، وهو يشاهد مراسم التشييع على شاشة التلفاز، “لقد افنى الفيصل حياته حتى اخر دقيقة في خدمة بلاده، إنه رجل عظيم ونطلب له الرحمة من الله”.
وأعلن الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة وشقيق الفقيد بانه “يستقبل المعزين غدا في العاشرة مساء في منزله ولمدة ثلاثة أيام”. وقد نعت السعودية منتصف ليل الخميس الجمعة الأمير سعود الفيصل.
وكان الأمير سعود البالغ من العمر 75 عاما أعفي من منصبه “بناء على طلبه” و”لأسباب صحية” في أواخر نيسان/ابريل، وتم تعيين سفير المملكة في واشنطن عادل الجبير خلفا له.
وجاء ذلك في ظل وضع اقليمي متوتر تهيمن عليه خصوصا العمليات العسكرية التي تشارك فيها المملكة، أن في اليمن حيث تقود تحالفا عربيا عريضا ضد المتمردين من حوثيين وقوات موالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح، المتهمين بتلقي الدعم من إيران، أو ضد تنظيم الدولة الاسلامية في اطار تحالف تقوده واشنطن.
والأمير سعود هو وزير الخارجية الوحيد الذي شغل منصبه لهذا العدد من السنوات في العالم، وقد عمل في ظل أربعة ملوك. إلا أن الوزير المخضرم كان يعاني من عدة مشاكل صحية، لا سيما من صعوبات في المشي والكلام.