تطرقت كل صحيفة تقريبا في العالم إلى وفاة الأديب الإسرائيلي المشهور، عاموس عوز، الذي توفي يوم الجمعة بسبب مرض خطير عن عمر يناهزة 79 عاما. اشتهر عوز المعروف بفضل تأليفاته الأدبية، والذي كان مرشحا للفوز بجائزة نوبل للسلام في السنوات الماضية، بسبب تدخله في السياسة طوال عشرات السنوات، وكان يعتبر “زعيما روحانيا” لمعسكر السلام في إسرائيل.
انتقل عوز الذي ترعرع في عائلة يمينية، للعيش من القدس إلى القرية التعاونية “حولداه” في شبابه. كما هو معروف يتماهى مواطنو القرى التعاونية مع اليسار، لهذا أثر وجوده في حولدا في مبادئه السياسية.
بعد أشهر فقط من حرب الأيام الستة، في العام 1967، عمل عوز ضد احتلال الأراضي الفسلطينية من قبل إسرائيل مناشدا صنع السلام. كان عوز متماهيا مع حزب العمل، ومقربا من زعيمه حينذاك، شمعون بيريس، الذي أصبح في وقت لاحق رئيس الدولة. في وقت لاحق أصبح يدعم عوز حزب “ميرتس” اليساري.
قال عوز ردا على الجهات المتطرفة التي ناشدت بطرد العرب من أراضي 67: “هذه المطالبات مستحيلة لأننا لن نسمح لكم بطرد العرب، حتى إذا احتجنا إلى تقسيم الدولة والجيش، إذا تعرضنا للدهس، وإلى تكسير الجسور. لن نسمح بالطرد الجماعي… على اليمين الإسرائيلي أن يعرف أن هناك أعمالا إذا حاولها تنفيذها تؤدي إلى تفكيك الدولة”.
كان عوز من كبار داعمي اتفاقيات أوسلو، ولكنه عارض عودة اللاجئين الفلسطينيين. في السنوات الماضية، رفض المشاركة في أحداث لوزارة الخارجية الإسرائيلية خارج البلاد احتجاجا على سياسة الدولة.
تعرض عوز لانتقادات خطيرة في إسرائيل بعد أن أرسل إلى مروان البرغوثين، الذي يقبع في السجون الإسرائيلية بتهمة القتل، نسخة من روايته “قصة عن الحب والظلام” بالعربية.
كتب عوز في الإهداء: “آمل أن نلتقي قريبا في إطار السلام والحرية”. في ظل المعارضة التي تعرض لها عوز من اليمين الإسرائيلي، أوضح أن كتابه ساعد الكثير من العرب على معرفة وجهة نظر الإسرائيليين، لأن “الرواية تحكي قصة شخصية وتاريخية لعائلتي، ولكنها تتطرق تحديدا إلى الصهيونية أسبابها، ومصادرها”.
في أحد خطاباته، قال عوز: “على المرء أن يفعل أمرًا لأجل الآخَرين ولا يغضّ النظر؛ إذا رأى حريقًا، عليه محاولة إطفائه؛ إذا لم يكن لديه دلو ماء، يمكنه استخدام كأس؛ وإن لم يكن لديه كأس، فلديه ملعقة كبيرة، وإلّا فلديه ملعقة صغيرة”.