رؤوفين (روبي) ريفلين معروف بصفته إنسان حساس جدًا. شوهد في أكثر من مرّة وصوته مخنوق، ودموعه تترقرق في عينيه في مناسبات رسميّة، وخاصة حين يتحدث عن مدينته المحبوبة، القدس.
بعد سلسلة انتخابات متتالية الفضائح، في نهاية سباق متقارب مع مرشح اليسار مئير شطريت، انتخب رجل حزب الليكود رؤوفين ريفلين للمنصب الأكثر فخامة في دولة إسرائيل، ألا وهو منصب الرئيس.
فهو منصب فخري في جوهره، إذ أنه بموجب القوانين الإسرائيلية تكون السلطة التنفيذية بيد رئيس الحكومة، لكنّ للرئيس اعتباره الرمزي الكبير والأهمية السياسية، فهو يقرر لمن يمنح حق تشكيل الحكومة، بعد الانتخابات.
ما يرتبط أكثر بريفلين على طول سنوات عمله السياسي، هي مدينة القدس. وُلد ريفلين في القدس سنة 1939. كان والده، البروفيسور يوئيل ريفلين، الذي ترشح أيضًّا للرئاسة ولم ينجح، باحثًا معروفًا عن الإسلام وحتى ترجم القرآن للعربية. سكنت عائلته في القدس من أجيال عديدة، ويُعرف ريفلين بافتخاره الكبير بعائلته.
ريفلين، هو محام، وعضو في الكنيست عن حزب الليكود منذ سنة 1988. انتُخب في سنة 2003، لمنصب رئيس الكنيست ورغم آرائه اليمينية، واظب على إعطاء معاملة عادلة لكل الأعضاء، من ضمنهم أعضاء الكنيست العرب الذين حافظوا على علاقة جيّدة معه، ومنهم من فضّله في الانتخابات الرئاسية على مرشح اليسار أيضًّا.
اتخَذت مواقفة من التمييز ضدّ العرب في الدولة موقفًا قويًّا سنة ،2010 عندما أعلن بحدة بل ودعا إلى محاكمة رجال الدين اليهود الذي منعوا إيجار الشقق للعرب: “حسب رأيي، فتوى رجال الدين تمثل عارًا على الشعب اليهودي” قال ريفلين، “لو ذُكر أمر كهذا عن اليهود، لحدثت ضجة في إسرائيل على ضرورة وقوفنا في وجه اللاسامية.
في نيسان 2007، بعد انتهاء ولاية موشيه كتساف، أعلن ريفلين رسميًّا أنه ينوي الترشح لرئاسة الدولة. لقد خسر أمام شمعون بيريس في المرة السابقة، لكنه لم يتخلّ عن حلمه.
لقد حظي ريفلين بالمنصب، رغم معاملة نتنياهو، دون مبالغة، الباردة معه. رغم أنهما كانا أصحاب اتجاه حزبي واحد، إلا أن العلاقات بينهما، في السنوات الأخيرة، قد فترت، ربما بسبب أن ريفلين قد صرح ضدّ زوجة نتنياهو تصريحات اعتُبرت مهينة. إن انتخاب ريفلين يعتبر نصرًا لليكود، ولكن يقدّر أن نتنياهو نفسه كان يفضل مرشحًا آخر وحتى حاول أن يعمل، للحظة الأخيرة، من أجل ذلك.
من الأمور المثيرة للاهتمام فيما يخص ريفلين هو رأيه عن النزاع الإسرائيلي الفلسطيني. إنه حقًا يعترض قطعًا على كل انسحاب إسرائيلي من الضفة الغربية وحتى أنه قال: “يفضّل أن يكون الفلسطينيون مواطنين في الدولة على أن تُقسّم البلاد”.
يُعتبر ريفلين في حياته الشخصية رجلا يحافظ على أن يُبدو متواضعًا. وهو يملك شقة فيها أربع غرف في القدس، وقد رفض اقتراح ترقية سيارته لطراز أعلى تمنحه له الكنيست، ويفضل السفر بمركبته القديمة. متزوج من نحامه ولهما أربعةٌ أولاد .