أنهى رئيس دولة إسرائيل، اليوم، جولة استشارية عقدها مع رؤساء كل الأحزاب في الكنيست بعد الانتخابات، بهدف التكليف بمهمّة تشكيل الحكومة القادمة للشخص الذي يوصي به غالبية أعضاء الكنيست. وكما هو متوقع، فقد أعلن ريفلين بأنّه على ضوء كلام معظم أعضاء الكنيست، فسوف يكلّف بنيامين نتنياهو ليعود ويشكّل الحكومة القادمة، بعد فوزه المثير للإعجاب في الانتخابات.
ولكن فيما عدا الجانب التقني من المشاورات، فقد عاد ريفلين وتحدّث في الكثير من الاجتماعات مع الممثّلين عن الموضوع الذي يزعجه بشكل شخصي، وهو التصريحات العنصرية ضدّ مواطني إسرائيل العرب. وفي اجتماعه مع أعضاء كتلة الليكود، التي يترأسها نتنياهو قال ريفلين: “لقد جاء الوقت لبداية عملية الشفاء وتضميد الجراح في المجتمع الإسرائيلي. رغم أن الحكومة التي ستتشكّل قد اختيرت من قبل غالبية مواطني إسرائيل؛ إلا أنّه ستضطرّ إلى الاستجابة لعموم مواطني إسرائيل”، ملمّحا بذلك أنّه لا ينبغي للحكومة تهميش المواطنين العرب.
وفي اجتماعه مع رؤساء القائمة المشتركة التي تمثّل المواطنين العرب قال ريفلين كلاما أكثر وضوحًا، ولكنه لم يتجنّب انتقاد الجمهور العربي أيضًا. قال ريفلين: “سمعنا تصريحات قاسية من الجانب اليهودي تجاه الجمهور العربي. لا يمكن تجاهل تصريحات لا تقلّ قسوة من الجانب العربي. لا مكان لمثل هذه التصريحات، لا مكان للتمييز بين المواطنين”.
وأضاف ريفلين: “تُعرَّف إسرائيل باعتبارها دولة يهودية، لا يمكن أن ننسى في نفس الوقت أنّها تعرَّف باعتبارها ديمقراطية أيضًا. أدعو اليهود وإخواني العرب كذلك إلى تجنّب التحريض. من الواضح أنّ تصريح أحد مسؤولي الدولة يظهرُ بشكل أكثر وضوحا وحدّة من أي شخص آخر”. وقد ألمح بذلك إلى تصريح رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي حذّر من أنّ “المصوّتين العرب يصلون إلى صناديق الاقتراع بأعداد كبيرة”.
وقد تشاور ريفلين اليوم مع وزير الخارجية في الحكومة المنتهية ولايتها، أفيغدور ليبرمان، الذي صدرت عنه سلسلة من التصريحات القاسية ضدّ العرب من مواطني إسرائيل، ومن بينها اتهام رئيس القائمة المشتركة، أيمن عودة، بأنّه عبارة عن “طابور خامس” في دولة إسرائيل. قال ليبرمان لريفلين إنّه يشعر بالقلق من “الكراهية التي لا أساس لها والتي تتطوّر داخل الشعب اليهودي”. وردّ الرئيس ريفلين عليه بانتقاد ضمني قائلا: “سأشارك معك هذا الكلام وأقول ذلك عن الكراهية التي لا أساس لها ليس فقط بين اليهود، وإنما بين جميع مواطني إسرائيل”.