إذا دخلتم حسابات الفيس بوك الخاصة بالأفغانيين، فستتفاجأوا أن الكثير منهم يحتفلون بعيد ميلادهم في ذات التاريخ تماما الذي يصادف في الأول من كانون الثاني. مثلا، يصادف عيد ميلاد سماد علوي في الأول من كانون الثاني، وكما تحتفل زوجته و-32 صديقا له بهذا اليوم بأعياد ميلادهم. في الواقع، لا يجري الحديث عن صدفة. فالأول من كانون الثاني هو التاريخ الذي وقع الاختيار عليه ليكون يوم ميلاد الكثير من الأفغانيين الذين لا يعرفون تاريخ ميلادهم الدقيق وهذا بهدف التسهيل فقط.
استعان الأفغانيون طيلة سنوات بمواسم السنة والاحتفالات التاريخية لتحديد أيام ميلادهم، وحدث هذا لأن الدولة لم تصدر شهادات ولادة أو مستندات رسمية. في السنوات الماضية، بعد أن حاول أفغانيون كثيرون تسجيل أسمائهم كأعضاء في شبكات التواصل الاجتماعي، مثل الفيس بوك، الذي يتطلب تدوين تاريخ الميلاد، اضطروا إلى اختيار يوم معين ليكون يوم تاريخ ولادتهم. جاءت الحاجة إلى تحديد يوم ميلاد دقيق بسبب الطلب المتزايد لتلقي تأشيرات دخول وجوازات سفر.
في الوقت الحالي، يبدو أن الأول من كانون الثاني وقتا مريحا، لهذا أصبح اليوم خيارا منتشرا بين الأفغانيين. في حالات معينة، يختار الأشخاص الذين يعرفون تواريخ ميلادهم الأول من كانون الثاني كيوم ميلادهم لأنهم لا يريدون تحمل عبء تحويل تاريخ ميلادهم الهجري الذي يستخدمه الأفغانيون إلى تاريخ ميلادهم وفق التقويم الميلادي الشائع.
إضافة إلى هذا، يتضح أنه لا يرد في بطاقات الهوية الرسمية التي يستخدمها معظم الأفغانيين تاريخ الميلاد بشكل واضح، ويُسجل تاريخ الميلاد وفق المظهر الخارجي لصاحب الهوية. في السنوات الأخيرة بدأت السلطات الأفغانية بتغيير هذا الوضع، فشرعت المستشفيات في المدن الكبرى بإصدار بطاقات ولادة، وحتى أن الحكومة ستسعى إلى إصدار بطاقات هوية إلكترونية في المستقبَل.