اتجهت الدراما المصرية في موسم رمضان لهذا العام لاستكمال الهجوم الذي بدأته العام الماضي على قوى الاسلام السياسي، بتصويرها على انها جماعات من الارهابيين الذين يسعون الى تدمير الدولة والمجتمع، في قوالب يرى ناقدون انها “نمطية” ولا تغطي الواقع.
وفي العام الماضي، وفيما كان الاسلام السياسي ممثلا بجماعة الاخوان المسلمين في سدة الحكم، واجه انتقادات لاذعة من الدراما ولا سيما بسبب مواقف مسؤولين و”دعاة” في صفوفه كانت بالغة التشدد تجاه الفنانين وبعض انواع الفنون.
وكان من ابرز المسلسلات التي تصدت لتيار الاسلام السياسي في حينه مسلسل “باب الخلق” من بطولة محمود عبد العزيز حول المقاتلين العائدين من افغانستان، ومسلسل “الداعية” من بطولة هاني سلامة، وهو مسلسل اعتنى بتصوير حالة “الدعاة” الذين كانوا يطلون عبر الفضائيات في خطاب متشدد لم يتورع احيانا كثيرة عن بث الكراهية بين المصريين.
وهذا العام، ومع تراجع الحضور السياسي للتيارات الاسلامية بعد اطاحة الجيش بالرئيس السابق محمد مرسي اثر انتفاضة شعبية واسعة في 30 حريزان/يونيو 2013، اتجهت الدراما لاستكمال الهجوم، معممة صفة الارهاب في معالجتها لأحوال الاسلاميين في مصر.
ويرى الناقد رامي عبد الرازق في حديث لوكالة فرانس برس ان بعض المسلسلات اعادت تقديم “نموذج نمطي لجماعات اسلامية مرتبطة بالتسعينات من القرن الماضي، من حيث المظهر الباكستاني في لباسهم، واطلاق لحاهم، في الوقت الذي كانت تلك الجماعات تسعى لتدمير الدولة وتكفير المجتمع”.
يصور مسلسل “السيدة الأولى” الانتخابات في مصر بعد ثورة 25 يناير، لكنه وبخلاف الواقع يصورها على انها كانت فوزا لليبراليين، ويتحدث عن مؤامرات كان الاسلاميون يحيكونها للاستيلاء على السلطة.
http://www.youtube.com/watch?v=-4fz68ZS0G4
ورغم الانتقادات التي يسجلها الناقد عبد الرازق على مسلسل “السيدة الاولى” فانه يرى انه رغم ذلك قدم “شكلا خارج النمطية عن تيار الاسلام السياسي” اذ صوره تيارا مستعدا للتخلي عن افكاره التي رفعها سابقا مقابل الوصول الى السلطة، في صورة تختلف عن صورة المتشدد المفصول عن محيطه المستعد فقط لتدمير الدولة وتكفير المجتمع.
ويصور مسلسل “عد تنازلي” تحول استاذ جامعي الى ارهابي بعد تعرضه للتعذيب الشديد من قبل الاجهزة الامنية.
ويرى عبد الرازق في ذلك اشارة الى ان “مسؤولية الارهاب تقع على عاتق الدولة وعنفها من جهة، والجماعات الاسلامية وعنفها من جهة ثانية”.
ويصور مسلسل “تفاحة ادم” عدة مستويات سياسية واجتماعية يقدم فيها تيار الاسلام السياسي من خلال شخصيات تقدم على انها متآمرة وبدون اخلاق، تستفيد من وصولها الى السلطة لتحقيق مصالحها الضيقة.
وينتقد المسلسل ايضا وسائل الاعلام المصرية، ويصورها على انها تعمل لحسابات خاصة بعيدا جدا عن ان تكون ناقلة للخبر الصحيح.
وهو اكثر المسسلات لهذا الموسم انتقادا للاعلاميين كما للاخوان المسلمين ورجال الشرطة ايضا، بحسب الناقد مجدي الطيب.