توفي أوري لوبراني، ابن 92، الذي كان المستشار الأسطوري لوزراء الدفاع ورؤساء الحكومة الإسرائيليين منذ إقامة دولة إسرائيل. لم يكن شخصية معروفة، ولكنه شارك تقريبا، من خلف الكواليس، في كل عملية إسرائيلية سياسية، دبلوماسيّة أو أمنية. من بين مهامه البارزة، عمل لوبراني سفير إسرائيل في إيران بين عامي 1973-1978 ونجح حينها في إقامة علاقة مع الشاه الفارسي قبل اندلاع الثورة.
في عام 1963، اقترح على رئيس الحكومة، بن غوريون، أن يقدم تعويضات للاجئين الفلسطينيين الذين نزحوا من البلاد بعد حرب عام 1948. بمصادقة بن غوريون، سافر حينذاك لوبراني إلى الفاتيكان في روما، والتقى ممثلي اللاجئين وصاغ اتفاقية توضح أن الحديث يجري عن صفقة اقتصادية وليست سياسية. جاء في البرنامج أن يقدر مخمّن أسعار المنازل قبل عام 1948، وفي حال كان هناك تصريح بناء خاص بها فستُدفع تعويضات. وصل مبلغ التعويضات إلى ثلاثة مليارات دولار. ولكن قبل إكمال الصفقة، استقال رئيس الحكومة، بن غوريون، ولم يُستكمل البرنامج. “لا أعتقد أن هذا كان سينهي الصراع بين الشعبين”، قال لوبراني في مقابلة معه وأضاف “ولكن ربما كان سيجد حلا لشكاوى الممتلكات التي قدمها اللاجئون، وبالتالي كان سيخفف من ضائقتهم”.
بين عامي 1983–2000 عمل لوبراني منسق العمليات بين إسرائيل ولبنان، وضمن هذا العمل تواصل مع نبيه بري، زعيم حركة أمل، لإطلاق سراح رون أراد، ولكن هذه المحاولات باءت بالفشل. علاوة على ذلك، عمل رئيس البعثة الإسرائيلية للمفاوضات مع لبنان في إطار محادثات مدريد. بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان في عام 2000، بدأ لوبراني يعمل مستشارا لوزراء الدفاع الإسرائيليين. في تشرين الثاني 2015، استقال من خدمة الدولة.
من بين الأدوار الأخرى التي قام بها لوبراني: كان مستشارا لوزير الخارجية موشيه شاريت، مستشارا لشؤون الجمهور العربي، لرئيس الحكومة دافيد بن غوريون، مديرا لديوان رئيس الحكومة بن غوريون، سفيرا إسرائيليا في أوغندا، وإثيوبيا.