هل كان بالإمكان الافتراض مسبقًا أنّ إبراهيم العكاري، المواطن في مخيّم اللاجئين شعفاط والذي نفّذ عملية الدهس القاتلة صباح اليوم في القدس، هو شخص خطير؟ يرمز تاريخه الأسري وحسابه على الفيس بوك إلى أنّ الإجابة هي على ما يبدو نعم.
بدايةً، العكاري هو ابن لحركة حماس. شقيقه، موسى العكاري، هو أحد محرّري صفقة شاليط منذ العام 2011. كان موسى العكاري عضوا في خلية قامت عام 1992 بقتل الجندي الإسرائيلي نسيم تولدنو، بهدف إطلاق سراح الشيخ أحمد ياسين الذي كان مسجونا في ذلك الوقت في إسرائيل.
تمّت محاكمته، مع سائر أعضاء الخلية بثلاثة أحكام بالسجن المؤبّد، ولكن كما ذكرنا تم إطلاق سراحه في إطار الصفقة. أصرّت إسرائيل على ألا يبقى العكاري في منزله بل يُطرد إلى تركيا، خشية من أن يعود لممارسة العمليات الإرهابية.
إنّ نظرة إلى الصفحة الشخصية لإبراهيم العكاري في الفيس بوك تدل على أنّه مشارك في موجة الغضب التي تجتاح الفلسطينيين في القدس الشرقية بخصوص كلّ ما يتعلّق بزيارة اليهود للمسجد الأقصى. لقد شارك عددا من الصور والمنشورات التي تكرّرت فيها شعارات “الأقصى في خطر” و “لبّيك يا أقصى”.
في اليوم الذي تمّ فيه إطلاق النار على الناشط اليميني غليك من قبل معتز حجازي نشر العكاري حالة على صفحته قال فيها: “الله أكبر ولله الحمد”. علاوة على ذلك، فمنذ ثلاثة أيام شارك العكاري صورة تحذّر من زيارة عضو الكنيست اليميني موشيه فيجلين للمسجد الأقصى. في وقت سابق، نشر العكاري تحذيرا من النقاش الذي جرى في الكنيست الإسرائيلي والذي تناول كما يزعم إحلال السيادة الإسرائيلية على المسجد الأقصى.
الكثير من الفلسطينيين في القدس الشرقية غاضب اليوم، ومن الواضح منذ زمن طويل أنّ مستوى التوتّر في القدس مرتفع جدّا. ولكن نظرة إلى الوراء، فإنّ حقيقة أنّ إبراهيم العكاري تحديدا كان هو الذي نفّذ عملية الدهس صباح اليوم لا ينبغي أن تفاجئ أحدًا.