أحد التعاليم المعروفة والشهيرة في الدين اليهودي هو الختان. بعد ثمانية أيام من ولادة طفل يهودي ذكر، من المعتاد أن تقام مراسم احتفالية بمناسبة ولادته، يقوم المُطهّر خلالها، وفقا للشريعة اليهودية، بقطع جلدة القضيب لدى الطفل الرضيع.
ودون علاقة بالاعتقاد الديني، فإنّ الغالبية الساحقة لليهود هي من المختونين، لأنّ الختان هو أحد التعاليم الأساسية في الدين اليهودي، ولعلّه الأكثر أساسية. وللتوضيح، تظهر الاستطلاعات والدراسات أنّ نحو 97% من الرجال اليهود في إسرائيل هم من المختونين.
فكم كانت عظيمة إذن مفاجأة الكثير من اليهود الإسرائيليين، الذين وُلدوا في مدينة شيراز الإيرانية، حين علموا بأنّ أحد المُطهرين المعروفين والذين عاشوا في القرن الماضي في شيراز لم يكن يعرف كيف يقوم بعمله بالشكل الصحيح وفقا للشريعة. بعد اكتشاف ذلك، طلب الكثير من اليهود الذين وُلدوا في شيراز فحص إذا ما كانوا قد خُتنوا وفقا للشريعة.
اكتشف الكثير من أولئك الذين تمّ فحصهم بأنّ الختان لم يتم بالشكل الصحيح، ولذلك فهم لا يزالون يعتبرون “غير مختونين”. وهي مشكلة كبيرة، حيث إنّه بسبب كونهم غير مختونين، لا معنى لجميع التعاليم التي قاموا بها على مرّ السنين، ويتوجّب عليهم من أجل ذلك أن يجروا ختانا بالشكل الصحيح.
ومن بين هؤلاء الرجال الذين اكتشفوا بأنّ عليهم إجراء الختان أحد المسنّين ويبلغ من العمر 92 عاما. بعد أن اتضح له بأنّه (مثل أولاده أيضًا) يحتاج أن يجري ختانا من جديد، قرّر القيام بهذه المغامرة والذهاب إلى غرفة العمليات. بعد أسبوعين من تلقّي قراره الدراماتيكي، وصل إلى عيادة طبّية، أجريَت له فيها تلك العملية المؤلمة. وفي النهاية، ولأول مرة في حياته، في سنّ الثانية والتسعين، يعتبر المسنّ يهوديّا “كفؤ للشريعة ومختونًا” وفقا لتعريف الشريعة اليهودية.
وبخصوص السؤال الذي يزعج كل من يقرأ هذا المقال؛ فقبل إجراء الختان تم إجراء تخدير موضعي للمسنّ من قبل طبيب خبير في المسالك البولية. وفقط بعد أنّ تخدّرت كلّ المنطقة التي ستُجرى فيها العملية، قام المُطهر بإجراء الختان.