قرار رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، التخلي عن مساعي ضم حزب “المعسكر الصهيوني”، وزعيمه يتسحاق هرتسوغ، إلى الحكومة، وتفضيل ضم أفيغدور ليبرمان، زعيم حزب “إسرائيل بيتنا”، ربما سيكون بمثابة الضربة القاضية للمسيرة السياسية الخاصة بالسياسي الطموح، يتسحاق هرتسوغ. ليس فقط أن هرتسوغ وجد نفسه خارج الحكومة وخارج دائرة التأثير على الواقع الإسرائيلي والإقليمي، إنما تحوّل في الساعات الأخيرة إلى رجل منبوذ في حزبه، المعسكر الصهيوني (حزب العمل)، وقد يفقد جرّاء ذلك منصبه.
لقد كانت طموحات هرتسوغ كبيرة، خاصة فيما يتعلق بالسلام. فقد سارع الرجل قبل أيام على الترحيب بخطاب الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، عن السلام، وقال إن تصريحاته تُعد “تطورا عظيما”. وربما كانت خطة هرتسوغ بعد الدخول لحكومة نتنياهو السفر إلى مصر، ومن ثم دفع عملية السلام مع الفلسطينيين إلى الإمام. لكن الحلم تحول إلى سراب.
وثمة من يقول في إسرائيل إن هرتسوغ ليس من أفشل المفاوضات مع نتنياهو بخصوص دخول حزبه إلى الحكومة، إنما نواب من حزبه هم من عارضوا الفكرة وضغطوا عليه ألا ينضم إلى منافسهم السياسي. على أية حال، هرتسوغ لم يدخل الحكومة، والجميع ضده الآن، داخل الحزب وخارجه.
داخل الحزب تعاقبت ردود الفعل الغاضبة من الوضع الذي آلت إليه الأمور في أعقاب فشل هرتسوغ. وقالت النائبة شيلي يحيموفتش، زعيمة الحزب في السابق، إن هرتسوغ أخذ الحزب إلى الدرك الأسفل، معربة عن ارتياحها لعدم الانضمام إلى حكومة نتنياهو اليمنية. وطالبت النائبة البارزة في الحزب، ستاف شافير، هرتسوغ، بالاستقالة من منصبه فورا، كاتبة على فيسبوك “أصبح جليا اليوم أن نتنياهو استخدم هرتسوغ أداة لضم ليبرمان إلى الحكومة”.
أما خارج الحزب، فقد قال نواب من الليكود، وأحزاب الائتلاف الحكومي، إن هرتسوغ رضخ للضغوط في حزبه وفشل في إحداث تغيير كبير في السياسة الإسرائيلية. وهاجم بعضهم حزب العمل قائلين إن حزب العمل ناضل دائما من أجل دفع عملية السلام قدما لكنه تراجع بعدما صارت الفرصة ممكنة.